عاجل

المشهد العسكري والسياسي بين أمريكا وإيران: تطورات ميدانية وتحركات غامضة

أعلام أمريكا وإيران
أعلام أمريكا وإيران

تشهد منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وسط تحركات عسكرية معقدة وتهديدات متبادلة قد تفتح أبواب صراع واسع يمتد أثره على المنطقة والعالم. وفيما يلي استعراض دقيق وتحليل تفصيلي لأهم ما تم رصده والتحقق منه خلال الفترة الأخيرة:

أولًا: نشر قاذفات B‑2 في قاعدة دييغو غارسيا

في خطوة أثارت قلق المتابعين للشأن العسكري الدولي، رُصد مؤخرًا نشر 6 قاذفات أمريكية من طراز B-2 Spirit في قاعدة “دييغو غارسيا” البريطانية الأمريكية بالمحيط الهندي، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs.

الوجود المكثف لهذا النوع من القاذفات، المتخصصة في الهجمات النووية والضربات الاستراتيجية الدقيقة، يشير إلى تحركات غير اعتيادية، رغم أن البيانات المتوفرة لم تؤكد بشكل قاطع أن هذه الطائرات تشارك في استعدادات فورية لضربة ضد إيران، لكنها قد تكون ورقة ضغط سياسية وعسكرية في الوقت ذاته.

ثانيًا: اختفاء حاملة الطائرات “نيميتز”

أثارت حاملة الطائرات الأمريكية USS Nimitz جدلًا واسعًا بعد اختفائها المفاجئ من شاشات التتبع البحري أثناء تحركها نحو الشرق الأوسط. تقارير عدة أكدت أن الحاملة أغلقت جهاز التتبع (الترانسبوندر) الخاص بها خلال عبورها بين ماليزيا وإندونيسيا، وهو أسلوب تتبعه القوات الأمريكية في العمليات السرية التي تتطلب التحرك بعيدًا عن أعين المراقبة. هذا التصرف يعزز الاحتمالات حول نوايا التحضير لعملية مفاجئة.

ثالثًا: تحركات أمريكية مكثفة في الخليج

بينما لا تتوفر معلومات مؤكدة حول تحرك حاملة الطائرات “أيزنهاور” إلى الخليج كما ورد في بعض التقارير، إلا أن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة مستمرة، حيث عززت الولايات المتحدة حضورها البحري والجوي بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة. التحركات تشمل نشر أنظمة دفاعية إضافية في الخليج لمواجهة أي تصعيد محتمل من الجانب الإيراني.

رابعًا: الانقسام داخل الولايات المتحدة

البيت الأبيض يواجه حاليًا انقسامًا حادًا بين الإدارة التنفيذية والكونغرس حول كيفية التعامل مع الأزمة. بعض النواب يسعون لتمرير تشريعات تمنع الإدارة الأمريكية من خوض حرب مباشرة مع إيران دون موافقة الكونغرس، في حين تؤكد تقارير إعلامية (منها ABC News) أن الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، كان يدفع نحو خيار عسكري إذا لم تستجب إيران سريعًا للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع إعطاء مهلة سرية لمدة 48 ساعة.

خامسًا: الوفد الإيراني ومسقط

وردت مزاعم حول توجه طائرات إيرانية إلى العاصمة العمانية مسقط بهدف إجراء مفاوضات سرية مع الجانب الأمريكي، لكن حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا توجد أدلة موثوقة أو تقارير رسمية تؤكد حدوث هذا اللقاء أو توضح طبيعة المهمة.

سادسًا: الحرب المفتوحة بين إيران وإسرائيل

التقارير حول تفوق إيران عسكريًا خلال الساعات الأخيرة تضمنت معلومات عن استخدام صواريخ فرط صوتية متطورة وطائرات مسيرة دقيقة في ضرب أهداف داخل إسرائيل، منها مواقع تابعة للموساد ومرافق لوجستية عسكرية. رغم ذلك، لم يتم توثيق هذه الضربات عبر مصادر مستقلة أو عبر الإعلام الإسرائيلي الرسمي حتى الآن.

في المقابل، أكدت مصادر إسرائيلية أن القصف الإيراني كان مكثفًا وغير مسبوق، ما وضع أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحت ضغط هائل، وأدى إلى استهلاك جزء كبير من مخزون صواريخ القبة الحديدية ونظام “Arrow”.

سابعًا: أزمة القبة الحديدية

وفقًا لصحيفة Wall Street Journal، تعاني إسرائيل من انخفاض خطير في مخزون صواريخ الدفاع الجوي نتيجة كثافة القصف الإيراني. تقديرات استخباراتية أمريكية تشير إلى أن المخزون الحالي قد يكفي من 10 إلى 12 يومًا فقط إذا استمر الهجوم بنفس الوتيرة، ما ينذر بعواقب وخيمة في حال استمرار المواجهات بنفس الحدة.

كما أشارت تقارير إلى أن إيران اتبعت تكتيكًا عسكريًا ذكيًا يعتمد على إرسال موجات متتالية من الصواريخ القديمة لإرهاق القبة الحديدية قبل إطلاق الصواريخ المتطورة الأسرع من الصوت، وهو ما كشف ثغرات واضحة في النظام الدفاعي الإسرائيلي.

ثامنًا: الموقف المصري والتصعيد الدبلوماسي

في تطور لافت، أعلنت مصر أمام مجلس الأمن دعمها الكامل لإلغاء حق النقض “الفيتو”، معتبرة أن استخدامه المتكرر من بعض الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، ضد قرارات وقف إطلاق النار يمثل انحرافًا عن مبادئ العدالة الدولية.

هذا الموقف المصري حظي بتأييد دولي واسع، لكنه أثار انتقادات في وسائل إعلام غربية وإسرائيلية، خاصة مع شائعات تزعم أن مصر تسهل خروج الإسرائيليين من الأراضي المحتلة، وهي شائعات لم يتم تأكيدها من مصادر رسمية موثوقة.

تاسعًا: المواقف الدولية

أعلنت روسيا بشكل رسمي تحذيرها للولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري المباشر في النزاع القائم، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بالكامل.

كما ذكرت تقارير بريطانية أن طائرات شحن صينية أغلقت أجهزة التتبع الخاصة بها أثناء توجهها إلى إيران، في إشارة إلى احتمال تقديم دعم عسكري غير معلن من بكين لطهران.

التوقعات المحتملة

المشهد يبدو متجهًا إلى أحد سيناريوهين:

   •   *التوصل إلى اتفاق سريع عبر وساطات إقليمية قد توقف التصعيد مؤقتًا*.

   •   *الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة قد تتوسع لتشمل قوى إقليمية ودولية*.

في الحالتين، المنطقة تمر بواحدة من أخطر مراحلها منذ عقود، وقد تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مستقبل الصراع

تم نسخ الرابط