عاجل

خبيرة في الشئون الإيرانية:الصراع بين إسرائيل وايران دخل مرحلة«الحدود المحسوبة»

الدكتورة نسمة عبدالنبي
الدكتورة نسمة عبدالنبي

أكدت الدكتورة نسمة عبدالنبي عبدالعزيز، الباحثة في الشؤون الإيرانية، أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، رغم بلوغها مرحلة الصراع المباشر، لم تصل بعد إلى ذروتها الكاملة، محذّرة من أن المشهد الإقليمي يتجه نحو مزيد من التصعيد في ظل تداخل الأهداف السياسية والدينية للطرفين.

وقالت عبدالنبي، في تصريحات خاصة، إن الجانب الإسرائيلي يربط نهاية عملياته بتحقيق أهداف استراتيجية عليا، على رأسها "إسقاط النظام الإيراني بالكامل، وتفكيك شبكة الفصائل المسلحة المدعومة من طهران في الإقليم، وفي مقدمتها حزب الله، حماس، والحوثيين".

وأشارت إلى أن إسرائيل ترى اللحظة الحالية فرصة استراتيجية لتحويل شكل الصراع من حروب الوكالة الممتدة منذ سنوات، إلى صدام وجودي مباشر يستهدف تقويض البنية العسكرية والسياسية الإيرانية لعدة عقود قادمة.

إيران تحارب بمنطق "الثأر الاستراتيجي"

في المقابل، أوضحت الباحثة أن إيران تخوض المواجهة المسلحة انطلاقًا من عقيدة "الثأر الاستراتيجي"، كرد مباشر على عمليات تصفية طالت قيادات عسكرية بارزة داخل الحرس الثوري، لكنها حتى الآن تحافظ على توازن دقيق في التصعيد لتجنب تدخل أمريكي مباشر قد يُغيّر قواعد اللعبة.

وأضافت:" كل طرف يدير حربه داخل حدود مرسومة بدقة شديدة؛ إيران تُبقي على ردود فعلها محسوبة، بينما تتجنب إسرائيل الدخول في مواجهة إقليمية واسعة تُعرضها لخطر استهداف قواعد أمريكية في الخليج أو تهديد أمن حلفائها".

 

تدخلات دولية مرجّحة.. والصراع مفتوح

وسلطت الدكتورة نسمة عبدالنبي الضوء على الدور الدولي المتزايد في موازين الصراع، مشيرة إلى أن "إيران أعلنت صراحة استعدادها لقصف أي قواعد أمريكية في حال تدخّلت واشنطن عسكريًا إلى جانب إسرائيل، بينما عبّرت عدة دول أوروبية، منها فرنسا وألمانيا، عن دعمها الصريح لتل أبيب".

وأكدت أن النهاية لا تزال بعيدة عن التحقق:" من الصعب التنبؤ بنهاية قريبة للحرب. حتى لو توقفت الضربات العلنية، فإن الصراع سيتحوّل إلى مراحل خفية تشمل الهجمات السيبرانية، والعمليات الاستخباراتية، وربما موجات اغتيال متبادلة".

 

صراع طويل الأمد

واختتمت حديثها بالقول إن الصراع بين إيران وإسرائيل يمثل صدامًا بين مشروعين متناقضين على مستوى العقيدة والنفوذ الجيوسياسي، ما يُرجّح امتداده لسنوات، سواء على الساحة العسكرية المباشرة أو عبر أدوات غير تقليدية." ما نراه الآن ليس نهاية الحرب، بل بدايتها الحقيقية في مشهد إقليمي يزداد احتقانًا وتداخلًا، وقد تكون نتائجه أعقد بكثير من أي توقعات حالية".

تم نسخ الرابط