بعد مسلسل"كتالوج"لمحمد فراج..استشاري علاقات توضح تربية الأبناء بدون أم مسئولية

تربية الأبناء دون وجود الـ أم مسؤولية جسيمة، لكنها ليست مستحيلة، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، توضح حنان رشدي، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية، كيف يمكن لكل أب يقوم بهذه المهمة الصعبة أن يوازن بين الحزم والاحتواء، وأن يكون مرجعية نفسية وعاطفية لأبنائه.
الأبوة ليست دورًا إضافيًا بل مسؤولية مركبة
أثار أعلان مسلسل "كتالوج" للفنان محمد فراج الذي سيعرض 17يوليو اهتمامًا واسعًا، بطرحه لتجربة أب يربي أبناءه بمفرده، وسط تحديات نفسية وتربوية معقدة، لكن ما الذي يجب أن يعرفه أي أب يخوض هذه الرحلة وحده؟ وكيف يمكن أن يربّي أبناءه، خصوصًا في سن المراهقة، دون أن يفقد قربه منهم أو سلطته كوالد؟ د. حنان رشدي تقدم كتالوجًا مبسطًا لكنه عميق لكل أب يجد نفسه في هذا الموقف.

الإنصات هو الخطوة الأولى نحو بناء الثقة
تقول د. رشدي: "المراهق لا يحتاج إلى أب يوجّه فقط، بل إلى أب يسمع جيدًا، الإنصات يُشعره بأنه مهم ومقبول، حتى في ضعفه وأخطائه."
فالعلاقة السليمة تبدأ عندما يشعر الأبناء أن بوسعهم التعبير بحرية دون أن يواجهوا أحكامًا أو محاضرات.
لا تكن الواعظ.. كن الراوي
وتضيف رشدي : "التوجيه لا يعني الإلقاء المباشر للمواعظ، بل يمكن تقديم النصيحة في قالب قصة، أو من خلال موقف حياتي."
المراهق بطبعه يتمرد على النصح المباشر، لكنه يتعلّم جيدًا من القصص والمواقف، بشرط أن تصله بدون ضغط أو إدانة.

ادرس أبناءك كما تدرس كتابًا جديدًا
ترى د. رشدي أن من الأخطاء الشائعة أن يُطبّق الأب أساليب والده على جيل مختلف. وتوضح: "كل جيل له أدواته النفسية. على الأب أن يطّلع على خصائص المراحل العمرية، ويقرأ عن احتياجات المراهقين، وإلا فقد السيطرة دون أن يدري."
الأب هو أول مرجع عاطفي في حياة البنت
تشدد د. حنان على أهمية دور الأب في حياة ابنته تحديدًا: "هو أول رجل تحبه، ومنه تكتشف معنى الأمان والاحتواء، كل كلمة حب أو احتضان منه تبني ثقتها في نفسها وفي الرجال."
وتنبه إلى ضرورة أن لا يُهمل الأب هذا الجانب، حتى لو ظن أن الحنان هو "دور الأم".
كن الملجأ الأول في الأزمات
تؤكد د. رشدي: "إذا لم تكن الأب مرجعًا وقت الأزمة، فسيبحث المراهق عن بديل ربما لا يكون آمنًا."
وهي تنصح كل أب أن يصارح أبناءه قائلًا: "أنا هنا مهما حصل، مش بس لما تنجح، أنا موجود حتى لو وقعت."
الأب الحقيقي لا يقدّم الكمال، بل الحضن
تختم د. رشدي حديثها قائلة: "الأب المثالي ليس من لا يخطئ، بل من يعود ويعتذر، من يحضن ويحتوي، من يعلّم أبناءه بالحب لا بالخوف."
