ترك 8 بنات وولدًا أيتامًا.. فتاة تستغيثت: قاتل والدي هارب وتطالب بضبطه

وسط دموع لم تجف منذ يوم الحادث، تصرخ فتاة ممزقة القلب قائلة: "بابا كان أطيب خلق الله.. بابا اتقتل غدر!"، كلمات تصف وجعًا لا يهدأ، ومرارة لم تهدأ منذ ليلة رمضانية تحولت إلى كابوس أسود.
مقتل مقاول غدراً على يد صديق عمره
تعود بداية الواقعة الى24 مارس 2023، حيث رحل الأب على الطحان، المقاول المعروف بين أهالي قريته بحُسن الخلق والكرم، ضحية لجريمة غدر وخيانة ارتكبها شخص اعتبره يومًا أخًا وشريكًا في الحياة والعمل، لكن الشيطان غلب هذا الشريك، وحوّله من رفيق درب إلى قاتل بلا رحمة.

فتاة تستغيثت بدموع يعتصرها الآلم: قاتل والدي هارب وتطالب بضبطه
تحكي ابنته، التي قررت أن تكسر صمت العزاء وتخرج للمطالبة بحق والدها بعد أن نامت القضية، فخرجت تقول بدموع يعتصرها الحزن والآلام:
"بابا كان شغال مقاول، وكان عنده شريك اسمه (عمر عز الدين عبدالله رضوان)، من مركز جرجا بمحافظة سوهاج، عمر كان صديق بابا المقرب، بيأكلوا مع بعض وبيتشاركوا في كل حاجة، لدرجة إننا كنا بنعتبره من العيلة، لكن الدنيا انقلبت لما بابا اكتشف إن فيه تلاعب في الحسابات وسرقة حصلت من عمر، وفلوس راحت من غير وجه حق."
وتتابع والدموع تخنق صوتها:"مش بس كده، بابا كمان اكتشف إن عمر بيشتغل في حاجات مشبوهة، وحاول يجرّه للطرق دي، لكن بابا رفض رفض قاطع، لأنه إنسان شريف، عاش طول عمره بالحلال، حصل بينهم خلاف كبير، لكن اتفقوا يرجعوا الفلوس على دفعات، وتم عمل صلح بينهم، وكنا فاكرين إن الدنيا هترجع تهدى."
لكن ما لم تكن العائلة تعلمه أن "عمر" كان يخطط لما هو أخطر من الخلاف أو الصلح، كان يُعد لجريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد مكتملة التفاصيل والأركان، انتهت برجل أعزل يُغتال بدم بارد، وهو جالس داخل سيارته، بعد أن اتصل به شريكه وطلب مقابلته لإعطائه أول دفعة من الأموال.
وتكمل حديثها "بابا صدقه، ونزل يقابله بالليل، قالوله هيجيله يسلّمه جزء من فلوسه، لكن اللي حصل إن عمر ما جاش لوحده، جاب معاه صديقه وجاره، وبدون أي تردد، طلع سلاح وضرب بابا بالنار، ومات مكانه جوه عربيته.. مات غدر، مات وهو مأمن لصاحبه."
مرت الأيام ثقيلة وهم شاردين الذهن والحزن يعتصر أيامهم، والصدمة تزداد كلما نظر الأبناء إلى مقعد والدهم الفارغ، ٨ بنات وولد صغير تُركوا بلا سند، بلا أب، بلا مصدر أمان.

وتقول الابنة:"القضية اتحركت، والنيابة حققت، والمحكمة حكمت على عمر عز الدين بالإعدام، وعلى شريكه التاني عبد اللطيف أحمد عبد اللطيف بـ 25 سنة، ولكن المشكلة إن الاتنين هربانين، وخصوصًا عمر اللي قتل بابا، لحد دلوقتي حر طليق، واحنا مش عارفين نعمل إيه!"
وتضيف بصوت يرتجف يغلب عليه مرارة العجز والضَعف:"إحنا مش عندنا وسطة.. إحنا ناس بسيطة، وبنحاول نعيش ونربي إخواتنا، بس مش قادرين نكمل وحسينا إن حق بابا بيتضيع كل يوم وهو حر، مفيش أصعب من إنك تشوف قاتل أبوك عايش حياته وانت حياتك كلها وقفت، أخويا لسه صغير، بيصحى مفزوع وبيقول عايز أشوف بابا، واحنا مش عارفين نقوله إن اللي قتله لسه ما اتمسكش."

العائلة خرجت عللى مواقع التواصل تناشد وزارة الداخلية والجهات المعنية بسرعة تنفيذ الحكم وضبط القاتل الهارب، بعد أن صدر حكم الإعدام بحقه في 24 سبتمبر 2024، في القضية رقم 2879 لسنة 2024، والمقيدة برقم 46 لسنة 2024 كلي جنوب بنها.

العدالة لم تكتمل ما دام القاتل حرًا
تقول الابنة:"مش طالبين غير حق بابا، عايزين نعيش مرتاحين، نربي إخواتنا، ونقدر ننام واحنا حاسين إن الدنيا لسه فيها عدل، أرجوكم ساعدونا نرجع حقه، ونشوف يوم يبرد قلوبنا.