محمد شعراوي: "فيتش" تطلق تحذيرًا عالميًا والاقتصاد الدولي في خطر

أكد الدكتور محمد شعراوي، الخبير الاقتصادي، أن البيان الأخير الصادر عن وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني،  يجب أن يُنظر إليه كجرس إنذار حقيقي الأسواق العالمية، خاصة مع تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن التداعيات الاقتصادية للحروب لا تقل خطورة عن الصراعات العسكرية ذاتها.

وأوضح شعراوي، خلال لقائه في برنامج "خط أحمر" المذاع على قناة "الحدث اليوم" ويقدمه الإعلامي محمد موسى، أن وكالة "فيتش"، وهي واحدة من أكبر ثلاث وكالات تصنيف ائتماني عالميًا، حذّرت من تدهور وشيك في التصنيفات الائتمانية للعديد من الدول، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة تصاعد المخاطر الجيوسياسية.

أسعار النفط تقفز

وأشار محمد شعراوي، إلى أن أسعار النفط ارتفعت بشكل سريع من 65 إلى 75 دولارًا للبرميل في أسبوع واحد فقط، نتيجة تزايد المخاوف من تهديد إمدادات النفط العالمية، مما يعيد العالم إلى أجواء أزمة أوكرانيا وروسيا. وأوضح أن هذه القفزة قد تؤدي إلى موجة تضخم جديدة، ما سيدفع البنوك المركزية إلى إعادة النظر في خطط خفض أسعار الفائدة التي كانت وشيكة.

ولفت محمد شعراوي، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تراجع مؤخرًا عن خفض الفائدة، مفضلًا تثبيتها، نظرًا لتصاعد مخاوف الحرب واتساع نطاقها، وما قد يترتب عليها من تأثيرات سلبية على حركة التجارة الدولية، لا سيما في المناطق الحيوية مثل البحر الأحمر ومضيق هرمز.

القطاع البحري في مأزق

وفيما يتعلق بسلاسل التوريد العالمية، أشار محمد شعراوي إلى أن تكاليف الشحن البحري شهدت ارتفاعًا كبيرًا، بسبب تجنب السفن المرور في مناطق النزاع أو التوتر، حيث أصبحت تهديدات الحوثيين وتوترات الإقليم محور قلق عالمي، مما يعيد رسم خريطة الملاحة العالمية.

كما حذّرت وكالة "فيتش" من احتمال توسع النزاع واشتراك قوى إقليمية أو دولية إضافية فيه، ما ينذر بأزمة اقتصادية عالمية قد تتجاوز في آثارها الكارثية ما شهده العالم في جائحة كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية.

وتطرّق محمد شعراوي إلى تأثير التصعيد العسكري على القطاعات غير النفطية، وأبرزها السياحة، مشيرًا إلى أن مصر اضطرت لتأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير رغم الاستعدادات الضخمة، وذلك بسبب الظروف غير المستقرة إقليميًا، وهو ما يعكس حجم التأثير المباشر للأوضاع السياسية على القرارات الاقتصادية.

السياحة في مهب الريح 

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور محمد شعراوي على أن العالم يقف حاليًا على حافة أزمة اقتصادية كبرى، تتطلب تحركًا سياسيًا فوريًا لتفادي كارثة محتملة، مشيرًا إلى أن التأخير في الحل قد يدفع البشرية إلى دفع ثمن باهظ لا يمكن تحمّله.

وشدد محمد شعراوي على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنقاذ الاقتصاد العالمي من أزمة قد تكون أكثر تدميرًا من كل ما سبقها، داعيًا إلى تغليب لغة الحوار والدبلوماسية على منطق السلاح والصراع.