نصر سالم: إيران أداة توازن استراتيجي أمريكي.. وأي تدخل عسكري لن يسقطها

قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن التاريخ العسكري للصراع في الشرق الأوسط، يكشف عن نمط متكرر من التوازنات الاستراتيجية التي تتعمد بعض القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، فرضها على الإقليم، مشيرًا إلى أن إيران باتت عنصرًا محوريًا في هذه المعادلة، خاصة في علاقتها غير المباشرة مع إسرائيل والدول العربية.
الحرب العراقية الإيرانية
واستشهد خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، ببرنامج “الحياة اليوم”، المذاع عبر قناة الحياة، اليوم، بالحرب العراقية الإيرانية، موضحًا أن إيران واجهت خلال مراحلها الأولى شللًا استراتيجيا بعد قيام الخميني بعزل قادة الجيش الإيراني، ما جعل المؤسسة العسكرية "جسدًا بلا عقل"، قبل أن تعيد طهران التوازن تدريجيًا وتستعيد أراضيها بعد استدعاء القيادات السابقة.
وأضاف سالم : "حين شعرت أمريكا بقوة العراق، ودوره المحتمل في كبح جماح إيران، كانت النتيجة تدمير العراق المطلوب دائمًا في المشهد الأمريكي أن تبقى إيران قوية بما يكفي لضبط ميزان القوى، لكنها ليست قوية لدرجة تهدد إسرائيل أو تفلت من السيطرة".
وأكد اللواء نصر سالم، أن الولايات المتحدة تستفيد من وجود إيران كـ"مُعادِل استراتيجي" في المنطقة، ليس فقط تجاه الدول العربية، بل أيضًا لضبط إيقاع إسرائيل ومنعها من الانفلات عن الخط الأمريكي : "إيران هي خزام الليف الذي تُمسك أمريكا به إسرائيل من مناخيرها".
الشعوب لا تنقلب على أنظمتها
حذّر سالم من الاعتقاد بأن توجيه ضربة عسكرية لإيران سيؤدي إلى إسقاط النظام الحاكم، موضحًا أن الشعوب لا تنقلب على أنظمتها أثناء التعرض لهجمات خارجية، بل تتوحد تلقائيًا ضد العدو الخارجي، كما حدث في سوريا، التي فشلت محاولات إسقاط نظامها رغم ما مرت به من أزمات.
وأضاف: "إسرائيل تعي هذه القاعدة جيدًا، وهي توظف الحرب كأداة توحيد داخلي، حيث لا يخلو يوم من صراع أو توتر في محيطها: مع لبنان، أو سوريا، أو غيرهما هذا النمط مقصود لبناء لحمة داخلية لدولة تعاني من تناقضات عرقية وثقافية عميقة".
وختم نصر سالم، بالتحذير من سيناريو التدخل الأمريكي العسكري المباشر في إيران، مؤكدًا أن هذا "السيناريو الأسوأ" لن يمر دون تداعيات كارثية، وقد يدفع روسيا والصين إلى التدخل، مما ينذر بتصعيد دولي واسع النطاق.