«نيوز روم» يكشف الستار عن كنوز دمياط المنسية: آثار تصرخ في صمت

في قلب محافظة دمياط، وعلى أطراف شوارعها التي تنبض بالحياة، تختبئ آثارٌ تاريخية نادرة، تحكي فصولًا من مجد مضى، لكنها اليوم تقف شاهدًا على الإهمال والنسيان. مبانٍ ومواقع أثرية عريقة تُركت لمصير مجهول، تُصارع الزمن والتهالك دون أدنى اهتمام.
"نيوز رووم" يفتح هذا الملف المهمل، ليكشف الستار عن تراث دمياط المنسي، ويسلط الضوء على صرخات الحجارة التي تخبرنا أن التاريخ لا يُدفن، بل يُهمل. من هنا، نبدأ رحلة البحث عن الحقيقة.. ونطرح السؤال: من يُنقذ آثار دمياط قبل أن تُمحى من الوجود؟
طابية عرابي – دمياط
واحدة من أبرز الحصون العسكرية في تاريخ مصر الحديث، ارتبطت باسم الزعيم أحمد عرابي، وشهدت فصولًا من المقاومة ضد الاحتلال. اليوم، تحوّلت الطابية إلى أطلال، بأسوار متشققة، وبنية تحتية منهارة، ومحيط مهمل تمامًا. لا توجد لوحات إرشادية، ولا خطط ترميم، وكأنها لا تهم أحد.
تل السماعنة – مركز فارسكور
موقع أثري يرجع للعصور الفرعونية والرومانية، ويُعتقد أنه كان مركزًا تجاريًا قديمًا. لكنه الآن يعاني من الإهمال التام، وتعديات من الأهالي الذين يستخدمون المنطقة في الزراعة والبناء العشوائي. لا توجد أي مظاهر حماية، ولا حراسة كافية تمنع التعديات اليومية.
مسجد المعيني – مدينة دمياط
تحفة معمارية إسلامية من العصر المملوكي، يتميز بزخارفه الهندسية النادرة ومئذنته الفريدة. لكن حاله اليوم يرثى له: تشققات في الجدران، تسرب مياه، وغياب تام لأي أعمال ترميم أو توثيق. المسجد مغلق أحيانًا، ويفتقر لأي مظاهر صيانة تليق بقيمته التاريخية.
قبة أبو معبد – دمياط القديمة
أثر ديني من العصر الفاطمي، كان مزارًا روحيًا وتاريخيًا هامًا. اليوم أصبح مبنى مهجورًا محاطًا بالإهمال، بلا لافتات، ولا رعاية أثرية، وكأن وجوده أصبح عبئًا بدلاً من كونه كنزًا.
كنيسة القديسة دميانة – عزبة البرج
كنيسة تاريخية ذات طابع معماري مميز، كانت من أوائل الكنائس في المنطقة. ومع ذلك، لا توجد أي محاولة لتطويرها سياحيًا أو إدخالها ضمن مسارات الزيارة الأثرية. الوضع العام يوحي بالتهميش رغم رمزيتها الدينية والتراثية.
منطقة شطا الأثرية
تضم بقايا لمبانٍ وآثار إسلامية ومملوكية، لكنها اليوم غير معروفة حتى لمعظم أبناء المحافظة. أجزاء كبيرة منها ضاعت بسبب التوسع العمراني، وما تبقى محاصر بالإهمال وغياب التنقيب والدراسة.
سور دمياط القديم وأبراج الحراسة
كان السور حصن المدينة ضد الغزوات، ويمثل علامة بارزة في تاريخها العسكري. لكن غابت عنه كل مظاهر التوثيق، والأبراج الموجودة تهالكت، ولا أحد يعلم بوجودها أصلًا، وكأننا قررنا دفن التاريخ حيًا.
نداء من نيوز رووم
هذه ليست مجرد أطلال، بل صفحات من كتاب مصر، آثار دمياط لا تحتاج فقط إلى الترميم، بل إلى إرادة حقيقية لإنقاذها، وخطة متكاملة لإدماجها ضمن خريطة السياحة الثقافية.. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل أن نفقد ما تبقى؟