محمد مصطفى شردي: تصعيد خطير بين إسرائيل وإيران.. واحتمالية انزلاق أطراف دولية

أكد الإعلامي محمد مصطفى شردي، أن هناك تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، وسط تبادل للضربات العسكرية والتوترات الإقليمية المتصاعدة، محذرًا من انعكاسات محتملة على الاستقرار في المنطقة.
إيران نفذت حتى الآن 14 هجومًا صاروخيًا
وقال شردي خلال، برنامجه “الحياة اليوم”، المذاع عبر قناة "الحياة"، اليوم، إن إيران نفذت حتى الآن 14 هجومًا صاروخيًا مباشرًا على أهداف إسرائيلية، من بينها الهجوم الذي استهدف مستشفى وأثار ضجة إعلامية واسعة، مشيرًا إلى أن هناك طلعة جديدة قيد التنفيذ – وصفها بأنها "الطلعة الـ15" – تم رصدها قبيل خروجه إلى الهواء مباشرة.
أشار شردي إلى أن إسرائيل شنت ضربات على عدة مواقع داخل إيران، من بينها منشآت مرتبطة بتصنيع الصواريخ الباليستية ومصانع تخصيب اليورانيوم المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مضيفًا أن من أبرز المواقع المستهدفة منشأة لإنتاج "الماء الثقيل" المستخدم في عمليات التخصيب، وقد تم تداول فيديو يوثق الضربة.
الموقف الأمريكي الغامض
وما لفت انتباه شردي كما أوضح هو الموقف الأمريكي الغامض، حيث قال إن واشنطن تُبدي ترددًا في الانخراط المباشر في هذا التصعيد رغم دعوات إسرائيلية واضحة للولايات المتحدة بالمشاركة، : "الرئيس الأمريكي يُصرّح برفضه للتصعيد، لكننا نرى تحركًا إعلاميًا مكثفًا يبدو وكأنه يهيئ الرأي العام لشيء قادم".
واختتم شردي بالتحذير من أن التوتر بين إيران وإسرائيل قد يتجاوز كونه مواجهة ثنائية، داعيًا إلى متابعة التطورات بعين الحذر في ظل احتمالية انزلاق أطراف دولية وإقليمية إلى المواجهة.
في سياق منفصل، أكد الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عقد ثلاثة اجتماعات رفيعة المستوى حتى الآن لبحث إمكانية مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران.
وأشار إدموند غريب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الحياة اليوم"، مع الإعلامي محمد مصطفى شردي على قناة الحياة، إلى أن نبرة تصريحات ترامب تثير الشكوك حول جدية التوجه نحو حل دبلوماسي، مشددًا على أن الاتجاه العام داخل الإدارة الأمريكية يميل إلى التصعيد أكثر من التهدئة.
البيت الأبيض منقسم
أوضح إدموند غريب أن الإدارة الأمريكية تعاني انقسامًا داخليًا واضحًا، حيث توجد قوى سياسية مؤثرة داخل البيت الأبيض والكونجرس تؤيد التدخل العسكري المباشر ضد إيران.
وأكد إدموند غريب أن ترامب يميل بلغة خطابية قوية إلى هذا الاتجاه، وهو ما يتماهى مع موقف بعض أعضاء الكونجرس الذين يرون أن التصعيد ضروري لحماية المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
البنتاغون يتحفظ
في المقابل، أكد إدموند غريب أن هناك تيارًا قويًا داخل القيادة العسكرية الأمريكية (البنتاغون) يرفض التدخل المباشر، ويرى أن الولايات المتحدة لا تملك مصلحة استراتيجية حقيقية في الدخول بحرب جديدة في الشرق الأوسط، طالما لم تُستهدف قواعدها أو مناطق نفوذها الاستراتيجية بشكل مباشر.
وأضاف إدموند غريب أن القيادات العسكرية الأمريكية تفضل الاكتفاء بتقديم الدعم لإسرائيل من خلال المعلومات الاستخباراتية، والأسلحة المتطورة، والأنظمة الدفاعية دون الانخراط في عمليات ميدانية.
إيران فاجأت الجميع
وحول تقييم القدرات الإيرانية، أشار إدموند غريب إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين كانوا يعتقدون أن إيران ستنهار سريعًا في حال تعرضت لهجوم واسع، ولكن المفاجأة جاءت عندما استطاعت طهران الرد عسكريًا بفاعلية خلال 24 ساعة فقط من القصف الإسرائيلي، وهو ما كشف عن قدرة النظام الإيراني على التحمل والرد المؤلم على الأرض.
وقال إدموند غريب: "إيران أثبتت أنها ليست هدفًا سهلًا، واستطاعت تنفيذ عمليات هجومية أربكت حسابات تل أبيب، بل وتهدد الآن بقصف القواعد الأمريكية في الخليج وإغلاق مضيق هرمز، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لحركة التجارة العالمية وطرق الطاقة".