راندا فكري: غياب التواصل العاطفي بين الأب وابنه يؤدي إلى آثار كارثية

كشفت الإعلامية راندا فكري، دور الأب في تشكيل شخصية الطفل، محذّرة من تجاهل التأثير النفسي للأبوة على الأبناء، خاصة في ظل تصاعد حالات الاكتئاب والعزلة بين الأطفال والمراهقين، وظهور أنماط سلوكية مثل النرجسية في فئة الشباب.
كل أب يتمنى أن يرى ابنه أو ابنته أفضل منه
وقالت "فكري" خلال تقديمها برنامج "الحياة انت وهي"، المذاع عبر قناة “الحياة" اليوم، إن كل أب يتمنى أن يرى ابنه أو ابنته أفضل منه، لكن الواقع اليومي يحمل قصصًا مؤلمة عن أطفال مكتئبين، مراهقين منعزلين، أو شباب نرجسيين فاقدين للتعاطف ورغم هذه الظواهر، نادرًا ما يُطرح السؤال: "من أين بدأت الأزمة؟"، وأن دور الأب لا يقل أهمية عن دور الأم في بناء الشخصية السوية، متسائلة: "هل أصبح كل شيء على عاتق الأم فقط؟ .. ومتى يسأل الأب نفسه، هل ابني يخاف مني أم يحترمني؟ هل أمنحه الأمان أم فقط المصروف؟ هل أستمع له أم أنشغل عنه دائمًا؟".
<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/a7vDt_Sz5V4?si=cimCWuY3AdgauSPP" title="YouTube video player" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" allowfullscreen></iframe>
الصمت الطفولي.. ينتهي بشخصية مضطربة
وأوضحت “ راندا فكري” أن غياب التواصل العاطفي بين الأب وطفله قد يؤدي إلى آثار نفسية عميقة، تبدأ من الصمت الطفولي وقد تنتهي بشخصية مضطربة أو موجِعة للمجتمع في المستقبل. وتابعت: "الطفل الصامت اليوم قد يصبح رجلًا مكسورًا أو مؤذيًا في الغد، ما لم نتدارك الأمر مبكرًا".
وشددت "فكري" على ضرورة إعادة النظر في شكل العلاقة بين الآباء والأبناء، وترسيخ قيم الحنان، والتفاهم، والاحترام داخل الأسرة، لحماية الأجيال القادمة من أمراض نفسية قد تدمر مستقبلهم إن لم يُنتبه لها في وقت مبكر.
اضطراب الشخصية النرجسية أكثر شيوعا بين الرجال
وفي السياق نفسه، قال عماد الدفراوي، لايف كوتش ومتخصص في الصحة النفسية، بإن هناك اضطرابات الشخصية تُقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية، وتُعد المجموعة "P" من أبرزها، حيث تتسم بسمات درامية وتأثير عاطفي قوي وسلوكيات عنيفة في بعض الأحيان، ومن ضمنها اضطراب الشخصية النرجسية الذي يُعد من أكثر المواضيع تداولًا مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح الدفراوي خلال لقاؤه مع الإعلامية راندا فكري، ببرنامج "الحياة انت وهي"، المذاع عبر قناة "الحياة"، اليوم، أن اضطراب الشخصية النرجسية لا يقتصر على مجرد الغرور أو الإعجاب بالنفس، بل يمتد إلى سلوكيات مؤذية وسامة لمن حول الشخص. واستشهد بتشبيه "نبتة النرجس" التي تستخلص منها التسمية، إذ تُعد جميلة المظهر لكنها تفرز موادًا سامة تمنع النباتات الأخرى من النمو بجوارها، في إشارة إلى التأثير السلبي للشخص النرجسي على المحيطين به.
وأشار إلى أن نسبة الرجال المصابين بهذا الاضطراب تفوق النساء، موضحًا أن الذكور منذ الطفولة معرضون بشكل أكبر لتكوين سمات نرجسية مقارنة بالإناث، لكنه أكد أن التشخيص الرسمي لا يتم إلا بعد سن 18 عامًا، رغم إمكانية ملاحظة مؤشرات مبكرة خلال مراحل الطفولة والمراهقة.