بدموع التماسيح وصرخات ممتعة رئيس إسرائيل يستعطف العالم

تستخدم التماسيح أسلوب النحيب والبكاء أحيانًا لكي تستدرج فريستها ومن هنا جاء وصف دموع التماسيح أي لأنها دموع كاذبة ووهمية ووهو ما ظهر اليوم في دموع إسحاق هرتسوج، رئيس إسرائيل، بعد ضرب مستشفى سوروكا عن طريق الصواريخ الإيرانية صباح اليوم، وهي نفس الدموع التي لم تتحرك عند رؤية صور ومشاهد دماء وأشلاء جثامين أطفال غزة يوميا من بطش جنود الاحتلال الاسرائيلي.
وظهرات صراخات رئيس إسرائيل، التي استمتع بيها كل العرب اليوم، في تغريدة نشرها عبر صفحته الشخصية والرسمية على منصة "إكس" قال فيها: "رضيع في العناية المركزة. أم بجانب سريره.، طبيب يهرع بين الأسرّة. مُسنّ في دار رعاية، هذه بعض أهداف الهجمات الصاروخية الإيرانية على المدنيين الإسرائيليين هذا الصباح".
وأضاف: "يُعد مستشفى سوروكا، الواقع في بئر السبع، من أرقى مستشفيات إسرائيل، إذ يخدم منطقة النقب بأكملها، ويرعى الإسرائيليين من جميع الأديان وجيراننا الفلسطينيين الذين يأتون خصيصًا لتلقي العلاج هناك، يعمل طاقمه المُخلص - اليهود والعرب - جنبًا إلى جنب في تناغمٍ استثنائي، مُوحّدين برسالة الشفاء".
وأختتم:"أُعرب عن دعمي وقوتي للفرق الطبية، وللمرضى، ولسكان بئر السبع وجميع المدن التي تعرضت للهجوم في جميع أنحاء إسرائيل هذا الصباح، في لحظات كهذه، نُذكّر بما هو على المحك حقًا، وبالقيم التي ندافع عنها".
يذكرأن دخلت إيران وإسرائيل في مواجهة مباشرة تُعدّ الأخطر منذ عقود، بعدما أطلقت طهران سلسلة من الصواريخ الباليستية الدقيقة على مواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة، في ردّ وُصف بأنه محسوب ومركّز لكنه مدمّر، مما كشف عن ثغرات حادة في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
استهداف مدروس لبنية تحتية حيوية: حيفا ومصفاة "بازان" في قلب النار
من بين أبرز الأهداف التي أصابتها الضربات الإيرانية كان ميناء حيفا ومصفاة النفط "بازان"، وهما منشأتان حيويتان في قطاع الطاقة الإسرائيلي.
وأكدت تقارير ميدانية حدوث أضرار "كبيرة" في شبكة أنابيب التكرير، الأمر الذي أجبر شركة "سونول"، ثالث أكبر موزعي الوقود في إسرائيل، على وقف أو تقليص التوريد، ما انعكس سريعًا على حركة النقل والإمدادات.
بدوره، وصف المحلل العسكري الأمريكي والضابط السابق في مشاة البحرية سكوت ريتر الضربة قائلاً: "لم تتعرض المصفاة لهجوم مماثل منذ تأسيسها.. ما جرى محاولة إيرانية لكسر الروح المعنوية الإسرائيلية من الداخل".
ضربات تطال العمق الجوي والعسكري:
لم تتوقف الهجمات عند قطاع الطاقة، بل امتدت إلى مرافق عسكرية ومطار بن جوريون الدولي، مما اضطر سلطات الاحتلال إلى تحويل مسارات الرحلات الجوية ونقل بعض الطائرات الحربية إلى قبرص لتفادي الاستهداف المباشر، في مؤشر واضح على الإرباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
صواريخ قديمة.. بدقة قاتلة
ما يثير الانتباه هو أن إيران استخدمت صواريخ باليستية من الجيل الأول صواريخ قديمة تم تطويرها لتصبح أكثر دقة، في تكتيك ذكي هدفه إنهاك منظومات الدفاع الإسرائيلية.
"الصواريخ المستخدمة تعود لأكثر من عشرين عامًا، لكن ما تم تطويره هو دقتها التوجيهية، مما يجعلها كابوسًا حقيقيًا لأنظمة الاعتراض"، وفق ما قاله ريتر.
المنظومات الدفاعية على حافة الإنهاك: أزمة صواريخ اعتراضية
رغم نجاح إسرائيل في اعتراض جزء من الصواريخ، فإن الكثير منها أصاب أهدافًا مدنية وصناعية وعسكرية حساسة، من بينها محطات كهرباء ومستودعات ومساكن. وتشير تقارير أمريكية إلى نفاد مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى منظومات مثل "القبة الحديدية" و"حيتس"، وهو ما يعني أزمة دفاعية حقيقية في حال استمرار التصعيد.
الاقتصاد ينزف والدعم الأمريكي يتراجع
وتُقدّر تكلفة الدفاع اليومي عن الأجواء الإسرائيلية بـ120 مليون دولار، وهو عبء مالي ثقيل ينعكس على ركود اقتصادي حاد، وانكماش في الإنتاج، وأزمة وقود شلّت سلاسل الإمداد الداخلية.
رغم التصريحات الأميركية الداعمة، فإن الداخل الأميركي منقسم بشكل متزايد حول دعم تل أبيب. تقارير نقلت عن أوساط في جناح "أميركا أولاً" قولهم:
"هذه ليست حربنا".
وفي السياق نفسه، يتحرك الكونغرس لتقييد قدرة البيت الأبيض على توسيع نطاق الدعم العسكري لإسرائيل، في خطوة تعبّر عن خشية حقيقية من التورط في حرب إقليمية مفتوحة.
لم تكن الضربات الإيرانية عشوائية، بل جزء من استراتيجية واضحة تستهدف إنهاك الاقتصاد والبنية الدفاعية الإسرائيلية دون توسيع المواجهة نحو حرب شاملة.