عاجل

الديكور العاطفي في المنزل.. مفهوم حديث يعزز الراحة النفسية ويعبّر عن الذكريات

ديكور عاطفي- تعبيرية
ديكور عاطفي- تعبيرية

أصبح الديكور العاطفي واحدًا من أبرز التوجهات في عالم التصميم الداخلي، لما يقدّمه من تجربة شخصية وإنسانية داخل المسكن، متجاوزًا النماذج الجمالية التقليدية نحو نهج يُركّز على المشاعر والتجارب الفردية.

الديكور العاطفي في المنزل

يرتكز هذا المفهوم الذي ابتكرته مصممة الديكور البريطانية إيلسي كروفورد على الحياة لا على الأسلوب فقط، إذ ترى كروفورد، المولودة عام 1962، أن التصميم الجيد لا يجب أن يقتصر على الجماليات بل يجب أن ينبع من احتياجات الإنسان وواقعه النفسي واليومي.

وقد أسست كروفورد قسم "الإنسان والرفاهية" في أكاديمية التصميم بهولندا، كما نشرت عددًا من الكتب التي تناولت فلسفة التصميم الحسي والعاطفي من أبرزها: "المنزل الحسي" (1997)، و"المنزل هو حيث القلب" (2009)، و"إطار للحياة" (2014).

ما هو الديكور العاطفي ولماذا يهم اليوم؟

الديكور العاطفي هو استجابة مباشرة للتغيرات الاجتماعية والنفسية التي طرأت خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد العزلة الرقمية وقلة التفاعل البشري نتيجة العمل عن بُعد والتكنولوجيا المتسارعة.

هذا النوع من التصميم يسعى إلى جعل المساحات أكثر دفئًا وترحيبًا ليشعر ساكنوها بالانتماء والراحة والسعادة من خلال التفاصيل الصغيرة التي تلامس ذاكرتهم ومشاعرهم اليومية.

فلسفة التصميم العاطفي: ما الذي يميز هذا النمط؟

الديكور العاطفي يُعيد الاعتبار للأشياء التي تحمل في طيّاتها قصصًا وذكريات، مثل الصور العائلية، تذكارات السفر، القطع الموروثة أو حتى ألعاب الطفولة، وهو بذلك ينأى عن المظاهر البصرية البحتة التي قد توحي بالمكانة دون أن تعبّر عن الجوهر الحقيقي للأشخاص.

يناقض هذا النمط الديكورات التقليدية مثل النمط الباروكي أو المينيمالي الذي يعتمد على قواعد صارمة وجمالية نمطية، إذ يسعى الديكور العاطفي إلى إضفاء طابع فردي وشخصي على كل مساحة داخل المنزل.

عناصر التصميم العاطفي: من الإضاءة إلى المواد الطبيعية

لا يكتفي الديكور العاطفي بالبحث عن الجمال أو الوظيفة بل يدمجهما مع عنصر الإحساس، حيث يُستخدم مزيج مدروس من الألوان، الإضاءة، النباتات، والأقمشة الطبيعية من أجل تحفيز مشاعر بعينها لدى ساكني المكان.

فكل غرفة قد تحكي قصة شخصية أو عائلية، مثل غرفة المعيشة التي تُزيَّن بصور أو تحف مقتناة خلال السفر، وغرفة النوم التي تُصمَّم كملاذ نفسي هادئ مليء بالأقمشة الناعمة والإضاءة الخافتة.

بين الوظيفة والعاطفة: التوازن هو الأساس

رغم أن التصميم العاطفي يرتكز على الأحاسيس والذكريات، فإنه لا يغفل عن الجانب العملي، بل يسعى إلى دمج الوظيفة والجمال بطريقة متوازنة تجعل من كل غرفة مكانًا يسهل استخدامه يوميًا دون أن يفقد قيمته العاطفية.

على سبيل المثال، يمكن أن يحتوي المطبخ على جزيرة وسطية تُستخدم للطبخ والحديث العائلي، بشرط أن تبقى جميع عناصره سهلة الاستخدام وتخدم الأنشطة اليومية، أما غرفة النوم فقد تضم ركنًا للقراءة، وخزانة منظمة، إلى جانب الإضاءة الدافئة لخلق بيئة استرخاء متكاملة.

كيف تصممين ديكورًا عاطفيًا في منزلك؟

لبدء تصميم ديكور عاطفي، يجب أولًا التفكير في العناصر التي تحمل قيمة شخصية، سواء كانت لوحة فنية تثير ذكريات معينة، أو قطعة أثاث قديمة ورثتها عن أحد أفراد العائلة.

الهدف ليس الابتعاد عن الحداثة بل دمجها مع العناصر التي تعني لك شيئًا، فالديكور العاطفي لا يعارض التكنولوجيا أو التطور، بل يدعو إلى التوازن بين الراحة النفسية والوظيفة اليومية.

الألوان ودورها في تعزيز المشاعر داخل المنزل

تلعب الألوان دورًا أساسيًا في التصميم العاطفي، فهي قادرة على إثارة مشاعر معينة وتعزيز المزاج داخل المساحات المختلفة، لذلك من الضروري اختيار الألوان وفقًا لما توحي به نفسيًا لا فقط من الناحية الجمالية.

إليك بعض التوجيهات لاختيار الألوان المناسبة بحسب نوع الشعور المراد تحفيزه:

  • الوردي لون يعبر عن الحنان والرقة
  • الأصفر يمنح إحساسًا بالبهجة والطاقة
  • البرتقالي دافئ ومحفّز للحيوية
  • الأحمر يعكس الشغف والقوة
  • الأبيض يوحي بالنقاء والسكينة
  • الأسود يُضفي عمقًا وأناقة
  • الأخضر يرمز إلى التوازن والهدوء
  • الأزرق يُنعش الروح ويُهدئ الأعصاب

 

تم نسخ الرابط