مايكروسوفت تُراجع هيكلها الوظيفي.. تسريحات جديدة وسط سباق الذكاء الاصطناعي

ذكرت تقارير صحفية أن شركة مايكروسوفت تستعد لتقليص آلاف الوظائف، خاصة في أقسام المبيعات، وذلك في إطار أحدث خطواتها لإعادة هيكلة القوى العاملة وسط الإنفاق الكبير على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
عمليات التسريح
ووفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، من المتوقع الإعلان عن عمليات التسريح في مطلع الشهر المقبل، وذلك بعد نهاية السنة المالية للشركة.
وأشار المصدر إلى أن هذه التخفيضات لن تقتصر فقط على فرق المبيعات، وأن موعد التنفيذ لا يزال قابلًا للتغيير. وقد طلبت هذه المصادر عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع.
وتأتي هذه الجولة الجديدة من التسريحات بعد موجة سابقة في مايو الماضي أسفرت عن فصل 6,000 موظف، تركّزت بشكل كبير على أقسام المنتجات والهندسة، مع استثناء نسبي للوظائف التي تُعنى بالتعامل مع العملاء مثل فرق المبيعات والتسويق
تُعد شركة مايكروسوفت (Microsoft) واحدة من أكبر وأهم الشركات التكنولوجية في العالم، وقد تأسست عام 1975 على يد بيل غيتس وبول ألين بهدف تطوير برمجيات لأجهزة الكمبيوتر الشخصية. وقد بدأت رحلتها بإطلاق نظام التشغيل "MS-DOS"، ثم حققت انطلاقتها الحقيقية في أوائل التسعينيات بإطلاق نظام "ويندوز" (Windows) بواجهته الرسومية المميزة، الذي أصبح لاحقًا النظام الأكثر انتشارًا في العالم.
تمتاز مايكروسوفت بتاريخ حافل بالتحولات الكبرى، حيث توسعت من مجرد شركة متخصصة في أنظمة التشغيل إلى شركة متكاملة توفر طيفًا واسعًا من الحلول البرمجية والأجهزة والخدمات السحابية. فإلى جانب نظام ويندوز، طوّرت الشركة حزمة "مايكروسوفت أوفيس" (Word, Excel, PowerPoint وغيرها)، والتي تُستخدم يوميًا في ملايين المؤسسات حول العالم، فضلًا عن منتجاتها في مجالات قواعد البيانات، الشبكات، الحوسبة السحابية، والأمن السيبراني.
ومن أبرز محطات التحول في مسيرة مايكروسوفت كان إطلاق منصة "Azure" السحابية، التي باتت تنافس كبرى شركات الحوسبة السحابية عالميًا. كما دخلت الشركة عالم الذكاء الاصطناعي بقوة عبر تطوير أدوات ذكية تعتمد على تقنيات التعلم العميق، والتحليل البياني، وتكاملها مع خدماتها المختلفة.
الذكاء الاصطناعي
وفي عام 2014، تولّى ساتيا ناديلا منصب الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، وقاد توجهًا استراتيجيًا جديدًا يرتكز على "السحابة أولاً" و"الذكاء الاصطناعي للجميع"، كما سعى إلى فتح مايكروسوفت على بيئات التطوير المفتوحة مثل Linux، بعد أن كانت تُعرف بشدتها في حماية أنظمتها المغلقة.
ولم تقتصر إنجازات الشركة على البرامج فقط، بل دخلت مجال العتاد عبر إطلاق سلسلة أجهزة Surface، وأجهزة الألعاب Xbox التي أصبحت علامة فارقة في قطاع الترفيه الرقمي والتجارب التفاعلية.
تُوظّف مايكروسوفت اليوم أكثر من 220 ألف موظف حول العالم، وتغطي أعمالها مجالات تمتد من التعليم إلى الرعاية الصحية والطاقة. كما تُعد من أبرز الشركات في تبني ممارسات الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية، في إطار التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030.