انهيار عقار نور الشريف بالسيدة زينب
أحلام تحت الركام.. القصة الكاملة لانهيار عقار نور الشريف بالسيدة زينب:|صور

لم تكن ساعات صباح الثلاثاء عادية في حارة محمد عنايت المتفرعة من شارع قدري بحي السيدة زينب، إذ استيقظ الأهالي على أصوات مرعبة لانهيار مفاجئ لعقار سكني قديم مكون من سبعة طوابق، يسكنه عدد كبير من العائلات.
لحظة الانهيار
في تمام الساعة الثانية عشر صباحًا تقريبًا، سُمع صوت ارتطام ضخم هزّ الحي بأكمله، وسرعان ما توافدت قوات الحماية المدنية والشرطة إلى المكان بعد بلاغات متكررة من السكان، يفيد بانهيار مبنى كامل ووجود مفقودين أسفل الأنقاض.
جهود الإنقاذ
على مدار 20 ساعة متواصلة، عملت فرق الإنقاذ البري وفرق الحماية المدنية وسط ظروف صعبة للغاية، استخدمت فيها المعدات الثقيلة وكلاب البحث المدربة، وتمكنت من انتشال 9 جثامين من تحت الركام، كان آخرهم الضحية التاسعة التي انتُشلت بعد ساعات طويلة من البحث المضني.

كما تم إنقاذ 5 أشخاص مصابين بجروح متفرقة، جرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بينما تم نقل الجثامين إلى مشرحة زينهم تحت إشراف النيابة العامة، التي بدأت تحقيقًا موسعًا للوقوف على أسباب الانهيار وتحديد المسؤوليات.
حالة من الحزن والخوف
المشهد كان مأساويًا، حيث خيم الحزن على وجوه الأهالي الذين وقفوا عاجزين أمام هول الفاجعة. البعض يبكي على فقد أحبائه، وآخرون ينتظرون خبراً عن ذويهم تحت الركام، في وقت تم فيه فرض سياج أمني مشدد حول العقار ومنع المواطنين من الاقتراب، حفاظًا على سلامتهم.

لحظة إنسانية مؤثرة
رغم المأساة، التقطت عدسة موقع "نيوز رووم" لحظة إنسانية أثرت في قلوب الجميع، عندما ظهر أحد المواطنين يحمل قطة صغيرة حية تم انتشالها من تحت الأنقاض، المشهد أثار تعاطف الموجودين وقدم صورة مشرقة وسط هذا الحزن العميق.
هل العقار كان آيلاً للسقوط؟
وفقًا للمعلومات الأولية، تبين أن العقار صادر له قرار ترميم قديم لم يتم تنفيذه، وهناك بلاغات سابقة بوجود تصدعات في أجزاء منه، إلا أن التفاصيل لا تزال قيد التحقيق الرسمي من النيابة العامة واللجنة الفنية المختصة التي انتقلت إلى الموقع لمعرفة أسباب الانهيار وهل هناك تقصير من الجهات المسؤولة أو السكان.

الأهالي يطالبون بالمحاسبة
في تصريحات متفرقة، طالب أهالي المنطقة بسرعة محاسبة المتسببين في الحادث، سواء كان إهمالًا أو تقاعسًا عن تنفيذ قرارات السلامة، مشددين على أن المأساة لن تمر مرور الكرام، خاصة أن المنطقة تضم عددًا من العقارات القديمة المهددة بنفس المصير.
انهيار عقار السيدة زينب لم يكن مجرد حادث مأساوي، بل جرس إنذار مدوٍ عن وضع العقارات القديمة في القاهرة، وضرورة التحرك العاجل من الجهات المختصة لحصر هذه المباني ومعالجة أوضاعها قبل أن تقع كوارث جديدة.