«عايزة أودعه».. نداء أم مكلومة يهزّ مشاعر أهالي السيدة زينب

قضى العشرات من أهالي منطقة السيدة زينب ساعات عصيبة أمام مشرحة زينهم، حيث تجمّع ذوو ضحايا العقار المنهار في مشهد إنساني مأساوي، طغت عليه دموع الفقد ونحيب الفاجعة التي ألمّت بعدد من العائلات التي ودّعت أحباءها فجأة.
وسط أجواء من الحزن والوجع، حاولت والدة الشاب سمير – الطالب بالثانوية العامة – الدخول إلى المشرحة لتغسيل نجلها وتوديعه، غير أن إدارة المشرحة رفضت ذلك حفاظًا على الإجراءات الرسمية. توسلت الأم المفجوعة، وانهارت بالبكاء أمام المبنى، تردد كلمات الوداع التي مزقت قلوب الحاضرين، في مشهد أثار تعاطف الجميع.

أما شقيق الشاب مسلم، أحد ضحايا الحادث أيضًا، فقد وقف مذهولًا، يردد كلمات حزينة عن أخيه الراحل، الذي كان يستعد للانتهاء من دراسته الجامعية ويكافح لإعالة أسرته، قبل أن تُطوى صفحته تحت أنقاض العقار.
وكانت قوات الإنقاذ قد واصلت عملها لساعات طويلة لاستخراج الجثامين، حيث تمكنت من انتشال مسلم ووالدته بعد 21 ساعة من أعمال الحفر والبحث، في واقعة جسدت مأساة إنسانية أليمة هزّت الرأي العام.
بداية الأحداث
البداية كانت بتلقي غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، بلاغًا يفيد بانهيار عقار مأهول بالسكان في نطاق حي السيدة زينب، وعلى الفور، انتقلت قوات الإنقاذ البري والإسعاف والشرطة إلى مكان الحادث، وفرضت كردونًا أمنيًا بمحيط المنطقة لمنع اقتراب الأهالي وتأمين محيط الانهيار.
بالفحص المبدئي تبين أن العقار المنهار مكون من 7 طوابق ومبني بطريقة قديمة، ويقطنه عدد من الأسر، وأن الانهيار وقع بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، مما لم يُتح الفرصة للقاطنين لمغادرة المكان، وأسفر الحادث عن إحتجاز عدد من الأشخاص، بينهم أطفال وسيدات، إلى جانب إصابات بالغة بين المصابين.
وتقوم فرق الإنقاذ بمحاولة انتشال جثامين من تحت الركام، وجارٍ البحث عن أشخاص يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض، كما تم الدفع بعدد من المعدات الثقيلة وكلاب البحث للمساعدة في رفع الأنقاض وتسريع عمليات الإنقاذ.
وأسفر الحادث حتى الآن عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 3 آخرين، بحسب ما أفادت به فرق الإنقاذ، بينما لا تزال أعمال البحث مستمرة لانتشال مفقودين يُعتقد أنهم تحت الأنقاض، بناءً على بلاغات من الأهالي وشهادات ذوي الضحايا.
إخلاء سبيل مالك العقار
قررت جهات التحقيق بالقاهرة، إخلاء سبيل صاحب عقار السيدة زينب بضمان محل الإقامة، عقب الاستماع لأقواله، وعدد من شهود العيان، والمصابين في العقار المنكوب، في حارة محمد عنايت، المتفرعة من شارع قدري، بمنطقة السيدة زينب، في القاهرة.
وكانت الأجهزة الأمنية، ألقت القبض على المقاول مالك العقار السكني المنهار في السيدة زينب، تمهيدًا لعرضه على جهات التحقيق التي بدأت في الاستماع إلى أقواله بشأن ملابسات الحادث، ومراجعة تراخيص البناء وسلامة الإنشاءات.
وكانت شهدت منطقة السيدة زينب بالقاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، كارثة إنسانية مؤلمة، حيث انهار عقار سكني مكون من 7 طوابق يقع في حارة محمد عنايت، المتفرعة من شارع قدري، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن ناجين تحت الأنقاض.