في إطار حملة "تراثيات"....
هيئة كبار العلماء بالأزهر توضح ضوابط تفسير القرآن الكريم

في إطار حملة "تراثيات" الذي أطلقتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، سلطت الهيئة الضوء على ضوابط تفسير القرآن الكريم وشروط المفسرين، مؤكدةً أهمية الالتزام بالمنهج العلمي الصحيح عند تفسير القرآن.
وأوضحت هيئة كبار العلماء أن تفسير القرآن الكريم بغير علمٍ حرام شرعًا، ولا يجوز لأحدٍ أن يتحدث في معانيه دون أن يكون من أهل التفسير والاختصاص. وأشارت الهيئة إلى أن العلماء أجمعوا على منع تفسير القرآن لمن ليس له علمٌ بأصول التفسير وأدواته، وذلك استنادًا إلى ما ذكره الإمام النووي في كتابه "التبيان في آداب حملة القرآن".
تفسير القرآن الكريم للعلماء وأهله
أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر أن تفسير القرآن الكريم جائز وحسن إذا كان صادرًا عن أهل العلم الذين يمتلكون أدوات التفسير ومعرفة دلالات الألفاظ والمعاني. وأوضحت أن من كان أهلًا للتفسير، جامعًا للأدوات العلمية التي يُعرف بها معاني القرآن الكريم، فيجوز له تفسير القرآن إذا غلب على ظنه المعنى المراد، خاصةً فيما يتعلق بالأحكام والمعاني التي تُدرك بالاجتهاد.
وأشارت الهيئة إلى أن هناك أمورًا في تفسير القرآن لا يمكن إدراكها بالاجتهاد، مثل تفسير الألفاظ اللغوية والمعاني التي تتطلب النقل الصحيح من المصادر الموثوقة، مؤكدةً أن الخوض في هذه الأمور دون اعتماد النقل الصحيح من أهل العلم محرم شرعًا.
ضوابط تفسير القرآن لغير المتخصصين
شددت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على أن من لم يكن أهلًا للتفسير، وغير جامع للأدوات العلمية اللازمة، يحرم عليه تفسير القرآن الكريم. وأكدت أن هذا المنع يأتي حفاظًا على معاني القرآن الكريم من التحريف أو التأويل الخاطئ. وبيّنت الهيئة أن من ليس له دراية بأصول التفسير يجوز له فقط نقل ما ورد عن أهل العلم المعتمدين دون زيادة أو اجتهاد شخصي.
الالتزام بالمنهج الأزهري في تفسير القرآن
أوصت هيئة كبار العلماء بضرورة التمسك بالمنهج الأزهري الوسطي في تفسير القرآن الكريم، والذي يقوم على الجمع بين النقل الصحيح والاجتهاد المنضبط. وأكدت أن تفسير القرآن مسؤولية عظيمة تتطلب التخصص العلمي والمعرفة الدقيقة بمقاصد الشريعة وأصول التفسير.
ودعت الهيئة المسلمين إلى الرجوع لأهل العلم الثقات عند الرغبة في فهم معاني القرآن الكريم، والابتعاد عن الاجتهادات الفردية غير الموثوقة التي قد تؤدي إلى فهم مغلوط لآيات الله عز وجل.
أهمية حملة "تراثيات" في نشر الوعي الديني
تأتي هذه المشاركة ضمن حملة "تراثيات" التي أطلقتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بهدف نشر الوعي الديني، وتعريف المسلمين بتراثهم العلمي الأصيل. وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على المفاهيم الدينية الصحيحة، ونقل العلوم الشرعية المعتمدة من مصادرها الأصيلة بما يحقق الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية.
تواصل هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف جهودها في نشر العلم الشرعي، والتأكيد على أهمية الرجوع لأهل التخصص في تفسير القرآن الكريم، تأكيدًا لدورها الريادي في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشر الاعتدال والوسطية في الفهم الديني.