ارتباط الحياة والموت.. انتشال جثمان والدة الشاب «مسلم» بعد لحظات من ابنها

نجحت قوات الإنقاذ، مساء اليوم، في انتشال جثة الضحية التاسعة في حادث انهيار عقار السيدة زينب، وهي والدة الشاب مسلم حسام، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية السياحة والفنادق، الذي تم انتشال جثمانه قبل ساعات قليلة، في مشهد مؤلم يوثق رابط الحياة والموت بين الأم وابنها.

وكان الشاب مسلم يعمل كعامل دليفري إلى جانب دراسته، لتحقيق حلمه بالحصول على شهادة جامعية والانطلاق في حياته العملية، إلا أن حلمه توقف فجأة تحت أنقاض العقار الذي قضى فيه سنوات عمره، لتفقد الأسرة عزيزها بطريقة مأساوية.

بعد دقائق من انتشال جثمانه، تمكن رجال الإنقاذ من استخراج جثة والدته من تحت الأنقاض، ليشهد سكان المنطقة مشهدًا حزينًا جمع الأم وابنها في مصير واحد، كان أقوى من أي كلمات. هذا الارتباط القوي بين الأم والابن، في الحياة والموت، ترك أثراً عميقاً في قلوب الجيران والسكان، الذين عايشوا عشرات السنوات من المحبة والتعاون في أحياء السيدة زينب الشعبية.

ولا تزال جهود فرق الإنقاذ مستمرة للبحث عن باقي الضحايا تحت الأنقاض، وسط حالة من الحزن والأسى تسيطر على المنطقة، التي تحتفظ بذكريات جميلة أصبحت اليوم حزينة بفقدان أحبائها.

وتعد منطقة السيدة زينب من المناطق الشعبية التى خرجت الكثير من المشاهير الذين أصبحوا نجوما للمجتمع من بينهم إثنين من سكان هذا العقار المنكوب وهما الفنان نور الشريف والفنان حافظ أمين، وعلى الرغم من ذلك فإن كل من عاش بها إرتبط بطبيعة أهلها وسكانها الفريدة.

بداية الأحداث

البداية كانت بتلقي غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، بلاغًا يفيد بانهيار عقار مأهول بالسكان في نطاق حي السيدة زينب، وعلى الفور، انتقلت قوات الإنقاذ البري والإسعاف والشرطة إلى مكان الحادث، وفرضت كردونًا أمنيًا بمحيط المنطقة لمنع اقتراب الأهالي وتأمين محيط الانهيار.

بالفحص المبدئي تبين أن العقار المنهار مكون من 7 طوابق ومبني بطريقة قديمة، ويقطنه عدد من الأسر، وأن الانهيار وقع بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، مما لم يُتح الفرصة للقاطنين لمغادرة المكان، وأسفر الحادث عن إحتجاز عدد من الأشخاص، بينهم أطفال وسيدات، إلى جانب إصابات بالغة بين المصابين.

وتقوم فرق الإنقاذ بمحاولة انتشال جثامين من تحت الركام، وجارٍ البحث عن أشخاص يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض، كما تم الدفع بعدد من المعدات الثقيلة وكلاب البحث للمساعدة في رفع الأنقاض وتسريع عمليات الإنقاذ.

وأسفر الحادث حتى الآن عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 3 آخرين، بحسب ما أفادت به فرق الإنقاذ، بينما لا تزال أعمال البحث مستمرة لانتشال مفقودين يُعتقد أنهم تحت الأنقاض، بناءً على بلاغات من الأهالي وشهادات ذوي الضحايا.