كما فعلوا في غزة يفعل بهم.. ثلاثة توائم يولدون تحت القصف في مستشفى إسرائيلي

ولدت سيدة إسرائيلية ثلاثة توائم هذا الأسبوع في مستشفى اسرائيلي برامبام بمدينة حيفا، داخل قسم تم نقله تحت الأرض لحمايته من الضربات الإيرانية، وفق ما نقلته وكالة رويترز. حدث يعتبر صورة معكوسة لما عايشه الفلسطينيون لسنوات طويلة تحت القصف الإسرائيلي دون ملاجئ، دون تحصينات، دون حماية
ولادة تحت الأرض هكذا كانت غزة دائمًا
أن تُنقل المستشفيات الإسرائيلية إلى باطن الأرض خشية القصف ليس سوى انعكاس لما فرضته إسرائيل نفسها على قطاع غزة لعقود.
كم من امرأة فلسطينية وضعت طفلها تحت الركام كم من جنين مات في رحم أمه لأن الغارات قطعت الطريق إلى المستشفى
الولادة تحت النار ليست قصة جديدة في غزة، بل واقع يومي تجاهله الإعلام الدولي حين كان القصف إسرائيليًا، والضحايا فلسطينيين.
اليوم، تتحدث الصحف العالمية عن ولادة في مستشفى محصّن. لكنها تتجاهل آلاف الولادات الفلسطينية التي تمت في خيام، في سيارات إسعاف، بل في العراء، تحت وابل القذائف الإسرائيلية.
من يملك الملاجئ… ومن لا يملك حتى الكهرباء
في حيفا، نقلت وحدات العناية المركزة وغرف العمليات إلى ملاجئ تحت الأرض مزودة بكهرباء ومعدات طبية حديثة.
أما في غزة، فالمستشفيات تقصف، والمرضى بلا دواء، والأطباء يعملون في ظروف لا إنسانية.
الفرق ليس في المشهد، بل في من يملك أدوات الحماية ومن يُحرم منها عمدًا.
إسرائيل التي قصفت البنى التحتية الصحية في غزة، ومنعت دخول المعدات والأدوية، تحتمي اليوم بملاجئها من الردود على عدوانها المستمر.
الكارما السياسية ما يحدث اليوم ليس مفاجئًا
أن تعيش إسرائيل لحظة خوف، أو تضطر لنقل مرضاها ونسائها إلى ملاجئ، ليس مأساة مستقلة، بل نتيجة مباشرة لسياسات العنف والاحتلال والحصار.
ما يحدث في حيفا اليوم، هو نسخة خفيفة مما زرعته يد الاحتلال في غزة وجنين ونابلس وسائر الأراضي الفلسطينية.
أن يولد ثلاثة توائم تحت الأرض في مستشفى إسرائيلي لا يُعد إنجازًا إنسانيًا، بل مرآة لما يحدث حين تتغير موازين القوة ولو مؤقتًا.
إن كانت الولادة في ملجأ محصّن تُعد استثنائية اليوم، فلنتذكّر أن في غزة يولد الأطفال في الظلام، ويموتون قبل أن تذكرهم الصحف