عاجل

اكتشاف مذهل..حطام سفينة من القرن السادس عشر به رموز دينية لاسم المسيح

حطام سفينة من القرن
حطام سفينة من القرن السادس عشر في أعماق المياه الفرنسية

في اكتشاف أثري وصفه الخبراء بأنه "لا يُقدّر بثمن"، أعلنت فرنسا العثور على أعمق حطام سفينة تم تسجيله في مياهها حتى اليوم، يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر، الكشف المذهل يفتح نافذة جديدة على الحياة البحرية والتجارية لأوروبا في بدايات العصر الحديث، ويقدم للعلماء فرصة نادرة لدراسة حطام محفوظ بشكل شبه كامل على عمق غير مسبوق.

العثور بالصدفة.. والنتائج مذهلة

خلال مهمة استكشافية للبحرية الفرنسية ، تم رصد الحطام بشكل غير متوقع قبالة سواحل بلدة "راماتويل" جنوب شرقي فرنسا، وقد أعلنت إدارة الأبحاث الأثرية تحت الماء (DRASSM) عن التفاصيل الكاملة للاكتشاف في منشور رسمي على فيسبوك .

ويقبع الحطام، الذي أطلق عليه اسم "Camarat 4"، على عمق يزيد عن ميل ونصف تحت سطح البحر، ما يجعله أعمق موقع أثري بحري تم اكتشافه على الإطلاق في المياه الفرنسية.

سفينة ضخمة.. وبضائع مذهلة

يمتد الحطام على مساحة تقارب 30 مترًا طولاً و7 أمتار عرضًا، مما يشير إلى أنه كان وحدة ملاحية كبيرة، ربما سفينة تجارية عبرت البحار الأوروبية في القرن السادس عشر.

لكن ما أذهل العلماء لم يكن حجم السفينة فقط، بل حالتها الاستثنائية، فقد عُثر حول الحطام على ما يقرب من 200 إبريق خزفي مصقول متعدد الألوان، يُعتقد أنها صنعت يدويًا في منطقة ليغوريا الإيطالية، وهي تشتهر بإنتاج الفخار الرفيع خلال تلك الفترة.

رموز دينية وفن تاريخي تحت البحر

الإباريق تحمل رمز "IHS" المعروف كاختصار لاسم المسيح في التقاليد المسيحية، ما يعكس أهمية الدين في الحياة الأوروبية في ذلك الزمن، كما تحمل زخارف نباتية وهندسية تميز فنون الفخار في إيطاليا خلال القرن السادس عشر.

وإلى جانب الإباريق، تم العثور على حوالي 100 طبق، بالإضافة إلى معدات بحرية من بينها مرساة، مدافع صغيرة، وقدور طهي، مما يعطي لمحة نادرة عن الحياة اليومية على متن السفن في تلك الحقبة.

فرصة بحثية نادرة

أكدت DRASSM أن الحطام ظل "بكرًا"، لم تطله يد النهب أو التلف بفضل العمق الشديد الذي وُجد فيه، ما يوفر فرصة فريدة لدراسة "مجموعة شبه كاملة" من الآثار البحرية.

وقال البيان الرسمي: "هذا الحطام يمثل اكتشافًا استثنائيًا بسبب عمقه، وحالته المحفوظة النادرة، والفرصة التي يمنحها للعلماء لدراسة الحياة البحرية والتجارية في القرن السادس عشر بشكل مباشر."

الاكتشاف الأحدث ضمن سلسلة كنوز غارقة

يُذكر أن العام الجاري شهد عدة اكتشافات مهمة لحطام سفن تاريخية في المياه الأوروبية، من بينها سفينة يعتقد أنها "كنز مفقود" عُثر عليها قبالة سواحل إيرلندا.

لكن "Camarat 4" يبقى الأبرز بفضل عمقه وحجم البضائع التي نجت من الزمن، مما يجعله بمثابة "كبسولة زمنية" تحمل أسرار البحارة والتجار الأوروبيين قبل 500 عام.

تم نسخ الرابط