«الطهور شطر الإيمان».. واعظة بأوقاف منفلوط تشرح الحديث 23 من الأحاديث النووية

نظّمت إدارة أوقاف منفلوط لقاءً دعويًا متميزًا، اليوم الأربعاء الموافق ١٨ يونيو ٢٠٢٥م، وذلك في مسجد أحباب الرحمن بقرية الحواتكة، للواعظة أميرة محمد عبد العزيز محمد الواعظة بالإدارة.
واعظة بأوقاف منفلوط تشرح الحديث 23 من الأحاديث النووية
و قامت الواعظة بتقديم شرحٍ وافٍ وماتعٍ للحديث الثالث والعشرين من سلسلة الأربعين النووية، وهو الحديث المشهور بقول النبي ﷺ:«الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ، والحمدُ لله تملأ الميزانَ، وسبحانَ الله والحمدُ لله تملآن – أو تملأ – ما بينَ السماءِ والأرضِ...» .
واستعرضت واعظة الأوقاف في شرحها المعاني العظيمة التي يتضمنها الحديث الشريف، من مكانة الطهارة في الإسلام، وفضل الذكر، وعِظم شأن الصلاة والقرآن، والوقوف على حقيقة الإيمان وعلاقته بالسلوك الظاهر والباطن، موضحة كيف يربط الحديث بين طهارة الجسد وطهارة القلب، وكيف يكون الذكر بوابةً للطمأنينة والسكينة في زمن تموج فيه الفتن.
ثم بينت واعظة الأوقاف أن هذا الحديث الشريف- يُعد من الأحاديث الجامعة في الإسلام – رواه الإمام مسلم عن الصحابي الجليل أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، وهو الحديث الثالث والعشرون في سلسلة الأربعين النووية.
شرح حديث الطهور شطر الإيمان
يبدأ الحديث بقول النبي ﷺ: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ" ومعناه: أن الطهارة – وهي النظافة الحسية والمعنوية – تمثل نصف الإيمان، لأن الإيمان يشمل طهارة الظاهر بالوضوء والغسل، وطهارة الباطن من الشرك والحقد والذنوب. فالطهارة ليست مجرد غسل الأعضاء، بل هي مدخل إلى تهذيب النفس وتطهير القلب.
ثم قال ﷺ: "والحمدُ لله تملأ الميزان" أي أن قول "الحمد لله" – الكلمة اليسيرة على اللسان العظيمة في الميزان – يكون لها وزن كبير يوم القيامة، لأنها تتضمن الاعتراف بنعم الله والثناء عليه، وهو من أجلِّ العبادات.
ثم قال: "وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماء والأرض" فيه بيان لعِظم ثواب الذكر، وأن كلمتين يسيرتين كهاتين تملآن ما بين السماء والأرض من الأجر والنور، مما يدل على فضل الذكر وخفته على اللسان وثقله في الميزان.
وأوضحت واعظة الأوقاف أن الحديث كله دعوة واضحة إلى:
العناية بالطهارة الظاهرة والباطنة.
المداومة على ذكر الله بأفضل الأذكار: التسبيح والتحميد.
استحضار الميزان يوم القيامة، والعمل لما يثقله ويزيده.
ونبهت إلى أن حديث يُحيي في النفس معاني النقاء والرضا والشكر والذكر، ويُوجه المسلم إلى حياةٍ متوازنة بين الطهارة والعمل الصالح واللسان الذاكر والقلب الشاكر.
ولقي للقاء تفاعلًا طيبًا من الحاضرات، اللاتي أبدين إعجابهن بالمادة العلمية، وبالأسلوب التربوي الذي اتسم بالوضوح والواقعية والارتباط بحياة الناس.
وقالت مديرية أوقاف أسيوط أن اللقاء عقد في إطار حرص وزارة الأوقاف على نشر الوعي الديني الرشيد وتعميق معاني السنة النبوية في قلوب الناس، وفي ظل توجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وبرعاية الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير الدعوة والمراكز الثقافية، ومتابعة الشيخ أحمد كمال علي رئيس قسم الإرشاد الديني ونشر الدعوة بمديرية أوقاف أسيوط.
يُذكر أن هذه السلسلة الدعوية المباركة تأتي ضمن خطة وزارة الأوقاف في دعم الواعظات وتأهيلهن للقيام بدورهن الدعوي والتوعوي في مختلف ربوع الجمهورية، وخاصة في صعيد مصر.