عاجل

بدء أول اجتماع لـ « لجنة أزمات» متابعة تداعيات الحرب الإيرانية - الإسرائيلية

رئيس الوزراء
رئيس الوزراء

برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بدأ اليوم الأربعاء، الاجتماع الأول لـ"لجنة أزمات" متابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الاسرائيلية،  إذ طمأن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، المواطنين، على توافر مختلف السلع بالأسواق، وهناك احتياطى استراتيجى يكفى لعدة أشهر .

وأشار مدبولى، إلى أن الحكومة تحركت على الفور لمناقشة تداعيات الأزمة الحالية على مختلف الأصعدة، ولاسيما فيما يتعلق بإمدادات الوقود وزيادة مخزون البلاد من جميع السلع الاستراتيجية الأساسية، لافتا في هذا السياق إلى القرار الذي أصدره بتشكيل "لجنة أزمات" برئاسته، لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية، بما يُسهم في الاستعداد لأية مُستجدات بمختلف القطاعات.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أنه ليس هناك حاجة تدعو للقلق فيما يخص توافر أي سلعة من السلع الأساسية؛ فلدينا احتياطيات استراتيجية منها بما يكفي حاجة الاستهلاك المحلي، كما تعمل الحكومة على متابعة جميع المستجدات على مختلف المستويات، وهناك عدة سيناريوهات يتم وضعها للتعامل مع مختلف هذه المستجدات، معربا عن تطلعه إلى عودة الاستقرار للمنطقة في أقرب وقت ممكن.

تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل كبير في الفترة الأخيرة، خاصة في عامي 2024 و 2025، متحولة من صراع بالوكالة إلى مواجهة عسكرية مباشرة وعلنية.1 يمكن تلخيص "الحرب الأخيرة" بينهما كالتالي:

الخلفية والتصعيد:

  • صراع طويل الأمد: لطالما كانت العلاقة بين إيران وإسرائيل متوترة منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، حيث اعتبرت إيران إسرائيل "كياناً غير شرعي". اتسمت هذه العلاقة بصراع بالوكالة، حيث دعمت إيران جماعات معادية لإسرائيل (مثل حماس وحزب الله)، وقامت إسرائيل بعمليات سرية واستهدافات لمنشآت وأفراد مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني في إيران وسوريا ولبنان.
  • تصعيد أبريل 2024: شهد أبريل 2024 تصعيداً غير مسبوق، بدأ بهجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين. ردت إيران بشن هجوم مباشر واسع النطاق على إسرائيل باستخدام مئات الصواريخ والطائرات المسيرة، اعترضت إسرائيل غالبيتها بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى.2 ردت إسرائيل بعد ذلك بهجمات محدودة داخل إيران.3
  • تصاعد صيف وخريف 2024: استمر التصعيد في صيف وخريف 2024، وشمل اغتيالات لشخصيات قيادية (مثل إسماعيل هنية قائد حماس في طهران، وفؤاد شكر قائد حزب الله)، وهجمات صاروخية متبادلة في أكتوبر 2024.

الوضع الحالي (يونيو 2025):

  • هجمات إسرائيلية مكثفة: منذ بداية الأسبوع الماضي (حوالي 13 يونيو 2025)، شنت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة على إيران، استهدفت مواقع حساسة، بما في ذلك منشآت نووية وعسكرية ومدنية.4 ذكرت تقارير أن هذه الهجمات أدت إلى مقتل المئات في إيران، واغتالت قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين بارزين.5
  • استهداف منشآت نووية: أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بوجود أدلة تشير إلى "تأثيرات مباشرة" على "قاعات التخصيب تحت الأرض" في منشأة نطنز النووية الإيرانية.
  • ردود إيرانية: ردت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية بالطائرات المسيرة على إسرائيل، وادعت استخدام صواريخ "فتاح" المتطورة التي قالت إنها منحت إيران "سيطرة كاملة" على المجال الجوي الإسرائيلي. هذه الهجمات أدت إلى دمار "غير مسبوق" في بعض المدن الإسرائيلية، وذكرت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في إسرائيل.
  • تحذيرات وإجلاء: شهدت الأيام الماضية تحذيرات متبادلة للسكان بإخلاء مناطق معينة في طهران وتل أبيب، مما يعكس تصاعد مستوى التهديد.6
  • اشتباكات وعملاء: أعلنت إيران اعتقال عملاء تابعين للموساد الإسرائيلي في بهارستان جنوب غرب طهران، واتهمتهم بالتخطيط لعمليات تخريبية. كما حدثت اشتباكات بين الأمن الإيراني وعناصر يشتبه بصلتهم بالموساد جنوب طهران.
  • التصريحات والتهديدات: تبادل الطرفان التهديدات، حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ"الجزاء"، بينما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الذي عاد للتعامل المباشر مع النزاع) بضرورة "استسلام" إيران.7

الآثار والآفاق:

  • نزوح المدنيين: فر مئات الآلاف من المدنيين الإيرانيين من طهران نحو الشمال بعد التحذيرات الإسرائيلية.8
  • قلق دولي: أثارت الأحداث قلق المجتمع الدولي، وحذرت وكالات التصنيف الائتماني من تداعيات اقتصادية وخيمة على إسرائيل.9
  • مخاطر التصعيد: هناك مخاوف حقيقية من توسع الصراع و"حرب طويلة"، مع احتمالية تدخل أطراف أخرى.

باختصار، "الحرب الأخيرة" بين إيران وإسرائيل ليست صراعاً تقليدياً بجيوش متحاربة على خطوط جبهة واضحة، بل هي تصعيد مباشر وخطير لصراع استمر لعقود، يشمل ضربات جوية وصاروخية متبادلة، استهداف منشآت حساسة، وعمليات استخباراتية، مع خطر متزايد من تصعيد أوسع.

تم نسخ الرابط