زراعة السن في العين: جراحة ثورية تعيد البصر لفاقديه
هل يمكن أن يكون السن هو المفتاح لاستعادة البصر؟ رغم أن الأمر يبدو وكأنه خيال علمي، فإن جراحة "السن في العين" تمثل أملاً حقيقياً لمن فقدوا نعمة الإبصار، تُعرف هذه الجراحة طبيًا باسم "زراعة القرنية باستخدام السن"، وهي إجراء نادر ومعقد لكنه أحدث نقلة نوعية في عالم جراحات العيون، حيث أعاد النور إلى من فقدوه بعد سنوات من الظلام، ونشرت الدراسة علي موقع “stokes”.
جراحة "السن في العين" تمنح الأمل لمن فقدوا البصر باستخدام سن من جسد المريض نفسه لاستعادة الرؤية دون رفض مناعي.
ما هي جراحة السن في العين؟
ظهرت هذه التقنية لأول مرة في الستينيات على يد الجراح الإيطالي بنديتو سترامبيلي، وتُستخدم لعلاج حالات العمى الناتج عن تلف شديد في القرنية، خاصة عندما تفشل عمليات زرع القرنية التقليدية، وتعتمد الجراحة على استخدام أحد أسنان المريض لزرع عدسة داخل العين، وهي مخصصة فقط لمن يحتفظون بشبكية سليمة وعصب بصري نشط.
من المرشحون للجراحة؟
المرضى الذين تعرضوا لحروق شديدة أو إصابات مباشرة في العين.
المصابون بمتلازمة ستيفنز جونسون النادرة.
من خضعوا لزرع قرنية أكثر من مرة دون نجاح.
أما من يعانون من تلف في الشبكية أو العصب البصري فلا تناسبهم هذه الجراحة.
خطوات إجراء الجراحة:
تتم الجراحة على عدة مراحل وتستغرق عدة أشهر لتحقيق النتائج المطلوبة، في البداية يُستخرج أحد أنياب المريض ويُشكَّل بطريقة خاصة، ثم تُزرع فيه عدسة صغيرة، بعد ذلك يُوضع هذا التركيب تحت جلد الخد لفترة حتى يتغلف بالنسيج الحي، لاحقًا تُحضّر العين لإزالة الأنسجة التالفة وتُزرع العدسة المثبتة في السن داخل العين مع إعادة تغطيتها بنسيج الخد مع فتحة صغيرة تسمح بمرور الضوء.
لماذا يتم استخدام السن؟
السن جزء من جسد المريض، ما يقلل من فرص رفض الجسم له مقارنة بالمواد الصناعية، كما أن بنية السن قوية وثابتة وتتحمل ظروف الرطوبة داخل العين لفترات طويلة.
نسبة نجاح الجراحة:
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 85 في المئة من المرضى استعادوا البصر بعد إجراء الجراحة، بعض الحالات تحافظ على الرؤية لعشرين عامًا أو أكثر، مما يجعلها واحدة من أنجح العمليات في مجال ترميم الإبصار.
حالة ملهمة:
استعادت السيدة الكندية غيل لاين بصرها بعد عشرة أعوام من العمى نتيجة مرض نادر، وذلك بفضل خضوعها لهذه الجراحة الفريدة.
أين تُجرى الجراحة؟
تُنفذ هذه الجراحة في مراكز طبية متخصصة بعدد محدود من الدول، مثل المملكة المتحدة وكندا وألمانيا واليابان والهند وأستراليا، ورغم محدودية إجرائها، فإن عدد الأطباء المتخصصين بها في ازدياد.
