لقاء مكي: الشخصية الإيرانية عنيدة.. والكفة تميل لصالح إسرائيل

كشف المحلل السياسي العراقي لقاء مكي، عن توقعه للصراع الدائر بين إيران وإسرائيل مؤكدًا أن هذه الحرب لن تنتهي بتسوية، إلا حينما يصبح الطرفان غير قادرين على الاستمرار.
وأوضح مكي من خلال تغريدة على حسابه الشخصي عبر منصة "إكس": "تصريحات المرشد الإيراني كانت متوقعة، فالشخصية الإيرانية عنيدة بطبيعتها، حتى لو كان النظام يظهر سمات براغماتية في مواقفه السياسية".
وأضاف المحلل السياسي: "هذه الحرب لن تنتهي بتسوية، إلا حينما يصبح الطرفان غير قادرين على الاستمرار. ولأن إيران بلد كبير، وتعايش مع حالات العزلة والعقوبات والندرة، فهي أكثر قدرة على الاستمرار والمطاولة وتحمل الضربات والاذى البالغ، وقد لاينقذ إسرائيل من الصراخ أولا، سوى تدخل أمريكي قد يتحول بدوره إلى تعقيدات واسعة".
واختتم حديثه: "الحرب الطويلة ستكون لصالح إيران طالما ظلت قادرة على الرد، لكن نفاذ الموارد العسكرية أو شحتها، سيجبر طهران على طلب التسوية ولو بتقديم تنازلات،كما حصل في الحرب العراقية الإيرانية. لاشك بوجود إرادة القتال عند الإيرانيين، التساؤل هو عن القدرات وكفايتها ودوام تعويضها، وهنا تميل الكفة لصالح إسرائيل، التي تتلقى دعما ثابتا من الولايات المتحدة ودول أخرى".
وفي نفس السياق، حذّر المحلل السياسي العراقي لقاء مكي أن الغارات الإسرائيلية المستمرة على إيران - ورغم تصاعدها - لا يمكن أن تحقق هدفها الرئيسي بإسقاط النظام الإيراني، لا من حيث الكثافة ولا طبيعة الأهداف، لافتًا إلى أن السيناريو الأقرب هو إضعاف النظام لا إسقاطه.
وقال السياسي العراقي لقاء مكي، في تدوينة على صفحته بمنصة "إكس": “لا يمكن لإسرائيل أن تحقق هدفها بإسقاط النظام في إيران، بهذا النمط من القصف، وحتى لو تدخلت أمريكا ودمرت المشروع النووي، فذلك أيضا لن يدمر النظام، وإن كان سيضعفه بطبيعة الحال".

لقاء مكي: الغارات لا تُسقط أنظمة والتدخل الخارجي هو كلمة السر
وأضاف: "اكتشاف حقيقة الأهداف الإسرائيلية من هذه الحملة الحربية، يمكن معرفته من طبيعة القصف وحدوده، ومن قدرة إيران على التعامل معه، وعلى الرد عليه بقصف مضاد، وحتى الآن تبدو الهجمات الإسرائيلية موجهة نحو تدمير مصادرالقوة الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل مهددة لها، لكن الهجمات لن تفلح بهذه الوتيرة في إسقاط النظام، بل ربما تفعل العكس على المدى القريب".
واختتم لقاء مكي تغريدته قائلًا: "بدون تدخل خارجي مباشر في التحريض والتسليح والدعم اللوجستي للمعارضين على الأرض، لن يواجه النظام في إيران تحديا لوجوده، مهما حصل من تدمير لمقدرات البلاد".
سبق وأن حذّر المحلل السياسي العراقي لقاء مكي من أن أمريكا تريد استخدام نفس "وصفة التدمير" التي طبقتها سابقًا ضد العراق، ولكن هذه المرة ضد إيران، عبر خطوات تبدأ بالشيطنة الإعلامية، مرورًا باختراع قضية استهداف تحت مسمى "دعم الإرهاب" أو "امتلاك أسلحة دمار شامل"، وصولًا إلى التدمير التدريجي للنظام وترك مصيره للتداخلات الداخلية والخارجية.
وقال السياسي العراقي لقاء مكي، في تدوينة على صفحته بمنصة "إكس": “وصفة التدمير المستخدمة مع إيران، هي ذاتها التي استخدمت من قبل مع العراق: شيطنة، ثم اختراع قضية للاستهداف (أسلحة دمار شامل ودعم الإرهاب) ، ثم حرب، وهذه أخذت مع العراق شكل الغزو المباشر، وتأخذ مع إيران شكل التدمير واضعاف النظام وترك أمر تغييره للدينامكيات الداخلية الخاضعة للتدخل بطبيعة الحال”.
لقاء مكي: إيران تواجه مصير العراق
وأضاف "مكي": “كانت إدارة بوش الابن عام 2002 وضعت إيران ضمن (محور الشر) إلى جانب العراق وكوريا الشمالية، ثم بدأت بالعراق، وهي اليوم تستهدف إيران بذراع إسرائيل ثم تتدخل لاحقا.. الانتظار أكثر من عقدين بعد العراق لم يكن دون سبب، فإيران أثبتت أهميتها لأميركا حينما ساعدتها في السيطرة على العراق، وسُمح لها بالتوسع غرب حدودها وتشكيل (هلال شيعي) لتشكيل حاجز ديموغرافي وأمني يمنع امتداد ما كان يسمى (الإرهاب السني) نحو أوروبا وأميركا”.