هل تعقد امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات؟.. خبراء يطرحون بدائل لمكافحة الغش

تدرس وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مقترحًا جديدًا لإجراء امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات، في خطوة تهدف إلى تقليل ظاهرة الغش التي باتت تمثل تحديًا كبيرًا للعملية التعليمية،
وبينما لم يُحسم القرار بعد، طرح عدد من الخبراء في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”. مجموعة من البدائل التي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة،
تقليل أعداد الطلاب وتشديد الرقابة
أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن تقليل عدد الطلاب في كل لجنة امتحانية يعد من أهم الحلول التي يمكن أن تسهم في السيطرة على سير الامتحانات.
كما أشار إلى إمكانية استخدام المدارس الخاصة كمقار للجان الامتحانية بعد تسليمها لإدارة الوزارة، الأمر الذي سيساعد في توزيع الطلاب بشكل أكثر تنظيمًا.
وأضاف شوقي أن نجاح أي منظومة امتحانية يعتمد على اختيار المراقبين والملاحظين بعناية، بحيث تتوافر لديهم اللياقة الصحية والنفسية والفكرية، مما يمكنهم من ضبط اللجان بفاعلية.
كما شدد على ضرورة توفير تأمين كافٍ خارج اللجان لحماية المراقبين وضمان بيئة امتحانية آمنة.
واقترح أيضًا استخدام أجهزة تشويش متطورة لمنع الغش الإلكتروني، على أن يكون تشغيلها وإدارتها تحت إشراف أساتذة من كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي لضمان فعاليتها.
كما أشار إلى إمكانية إلغاء عقد الامتحانات في اللجان التي شهدت سابقًا وقائع غش متكررة، كإجراء رادع ضد المخالفين.
أما فيما يتعلق بنوعية الامتحانات، فقد أكد شوقي أن تغيير طبيعة الأسئلة يمكن أن يكون حلًا فعّالًا، من خلال زيادة الاعتماد على الأسئلة المقالية بدلًا من الأسئلة الموضوعية التي يسهل غشها.
كما شدد على أهمية حماية المراقبين الذين يبلغون عن حالات الغش بدلًا من توجيه اللوم إليهم.
التكنولوجيا والتوعية.. حلول مستقبلية لمواجهة الغش
من جانبه، أكد الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي، أن مكافحة الغش تتطلب إجراءات إضافية بجانب التشديد الرقابي، ومن بينها:
• تعزيز المراقبة الإلكترونية باستخدام كاميرات مراقبة متطورة داخل اللجان.
• تشديد إجراءات التفتيش قبل دخول الطلاب، مع تأمين محيط المدارس بالكامل بالتنسيق مع الجهات المختصة.
• تغليظ العقوبات على الملاحظين والطلاب ومراقبي الكاميرات ورؤساء اللجان في حال اكتشاف أي حالة غش لم يتم منعها.
• تكثيف حملات التوعية حول مخاطر الغش وأضراره على مستقبل الطلاب والمجتمع.
• تقليل الضغوط على الطلاب من خلال توفير مسارات تعليمية متنوعة وترويجها كبدائل قوية للجامعات التقليدية.
• الاستعانة بشركات متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني لتأمين الامتحانات رقميًا.
• توفير آليات سرية للإبلاغ عن حالات الغش دون الكشف عن هوية المبلغ، لحماية النزاهة في الامتحانات.
استراتيجية طويلة المدى لمكافحة الغش
وأوضح حجازي أن الحلول الحالية تعد خطوات مؤقتة، لكن على المدى البعيد يجب العمل على إعداد بنوك أسئلة إلكترونية قوية تعتمد على أسس علمية دقيقة.
كما أوصى بتطبيق الاختبارات الرقمية بصور متعددة، بحيث يحصل كل طالب على نسخة مختلفة من الامتحان بنفس المستوى، مما يجعل الغش أمرًا شبه مستحيل.
هل يتم تطبيق الامتحانات في الجامعات؟
لا يزال مقترح عقد امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات قيد الدراسة، إلا أن تطبيقه قد يواجه تحديات لوجستية وتنظيمية. ورغم ذلك، فإن البدائل المطروحة من قبل الخبراء قد توفر حلولًا فعالة لتحقيق الشفافية والنزاهة في الامتحانات، وحماية حقوق الطلاب المجتهدين، والارتقاء بجودة التعليم في مصر.