عاجل

فيه رزق بيتحسب فلوس،

وفيه رزق يتقاس بشغل،

وفيه نوع من الرزق… ماحدش بيشوفه نعمة وهو بيحصله،

بس بعد شوية… بيطلع هو أغلى رزق ربنا رزقك بيه:

رزق الصدمات.

 

آه، الصدمات… الكفوف اللي اتوزعت من الدنيا على وشك،

الناس اللي كنت شايفهم سند، وطلعوا مجرد طيف،

الحاجات اللي تعبت عشان توصلها، ولما وصلت… لقيتها فاضية.

 

الصدمات دي رزق؟

آه… رزق.

 

رزقك من ربنا إنك تفوق.

إنك ما تعيشش مغيّب.

إنك تتعكّ من اللي حواليك، فتبدأ تفهم مين بيحبك بجد، ومين بيحب نفسه فيك.

رزق إنك تتوجع، فتتولد من جديد.

 

فيه ناس رزقها “أمينة” في حضنها،

وناس رزقها وظيفة،

وناس رزقها حب نضيف…

لكن فيه ناس رزقها الحقيقي… كان ضهره اللي اتكسر، عشان يعرف يشيل نفسه من غير ما يستنى حد.

الصدمات مش دايمًا نهاية،

أوقات كتير بتكون بداية.

بداية صلحك مع نفسك.

بداية حدود تحطها.

بداية قرارات كنت بتهرب منها.

 

يعني لما حد يبعد عنك فجأة…

ما تقولش “خسرته”،

قول: “ربنا كشفهولي قبل ما أتورّط أكتر.”

 

لما حد يخذلك…

ما تندبش حظك،

قول: “الحمد لله إن الحق بان بدري.”

 

لما الحياة تخبطك على دماغك،

وتوقعك في الأرض…

قوم، وشوفها من منظور تاني:

يمكن الوقعة دي كانت علشان توقف على رجلك فعلاً، مش تفضل واقف على وهم.

أيوه، الصدمة بتوجع،

بس الوجع مش دايم،

والصحيان بعدها… يستاهل.

 

جرب تبص لللي حصل لك مش على إنه خسارة،

لكن على إنه رزق…

رزق الوعي،

ورزق النجاة،

ورزق القلب اللي اتعلم يختار صح.

 

وفي الآخر…

ربنا لما بيحبك، مش دايمًا بيبعتلك اللي تحبه،

ساعات بيبعتلك “اللي يفوّقك”.

 

فلو بتعدّ رزقك،

ماتنساش تحط الصدمات في القائمة…

دي مش كسر،

دي كانت نقطة البداية.

 

 

“الصدمات مش نهاية الحكاية…

دي أول صفحة في كتاب اسمه: أنا اللي عرفت نفسي بعد ما وجعت.”

 

تم نسخ الرابط