انهيار مأساوي.. فقدان البيت الذي شهد بدايات أسطورة الفن العربي
شهد صباح الأربعاء 18 يونيو 2025 انهيارًا مفاجئًا لعقار سكني قديم في شارع محمد عنايت بحي السيدة زينب العريق في القاهرة القديمة، وهو المنزل الذي نشأ فيه الفنان الراحل نور الشريف (محمد جابر)، والحادث لم يكن مجرد انهيار مبنى، بل سقوط قطعة من الذاكرة الثقافية للمدينة.
صدمة في عائلة نور الشريف
عبّرت سارة، ابنة الفنان الراحل، في تصريحات خاصة عن صدمتها الكبيرة من الحادث، قائلة: "كان هذا المنزل يحمل الكثير من ذكريات والدي، فقد عاش فيه قبل زواجه من والدتي الفنانة بوسي، وكان يتحدث دائمًا عن طفولته في هذا الحي، كما أن الحادث أشبه بفقدان جزء من تاريخ العائلة والذاكرة الفنية للمدينة.
شارع محمد عنايت.. بيت النشأة والذكريات
يعتبر حي السيدة زينب من أقدم وأشهر أحياء القاهرة، حيث تختلط فيه الأزقة الضيقة بعبق التاريخ، ويعود تاريخ العقار المنهار لعقود طويلة، وكان معروفًا بين السكان باسم "منزل نور الشريف" منذ 2011، تقديرًا لمكانة النجم الراحل.
موجة تعاطف واسعة وتصدر اسم نور الشريف في التريند
مع انتشار خبر الانهيار، تصدر اسم نور الشريف محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تناقل الجمهور صورًا قديمة ومقتطفات من أعماله التي شكلت جزءًا من الوجدان العربي، مثل "لن أعيش في جلباب أبي"، "الحاج متولي"، و"العطار والسبع بنات".
تميز نور الشريف بأدواره التي تجاوزت حدود الترفيه إلى مواجهة قضايا اجتماعية وسياسية، مقدّمًا أكثر من 170 فيلمًا ومسلسلًا بأداء فني عميق وواعٍ.
شهادات الجيران.. شغف الفن منذ الطفولة
روى المخرج محسن أحمد، أحد جيران نور الشريف القدامى، كيف كان يتابع نور الشريف عروض السينما الصيفية من خلال مرآة صغيرة على جدار أحد الجيران، في مشهد يعكس حبه الكبير للفن رغم بساطة الظروف. هذا الشغف دفعه لاحقًا لترك كرة القدم والانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.
انهيار العقار يسلط الضوء على أزمة السلامة الإنشائية في القاهرة القديمة
الحادث أعاد النقاش حول ضعف صيانة وترميم المباني القديمة في العاصمة، خاصة تلك التي تحمل قيمة تراثية وتاريخية، والسكان طالبوا السلطات بسرعة التحرك للحفاظ على أرواح السكان وحماية الأبنية التي تمثل ذاكرة حضارية لا تقدر بثمن.
بات انهيار منزل نور الشريف ليس مجرد كارثة إنشائية، بل جرس إنذار يدعو إلى الاهتمام بالتراث العمراني وضمان سلامة الأحياء التاريخية في القاهرة.
