بجلباب وقلنسوة يزينها صلبان، يجلس متكئاً على الأرض تحت أقدام عجوز هزيلة تجلس على أريكة متهالكة لا تملك الا إياها داخل غرفة طينية مهدمة لا يقصدها زائر إلا إفتقاد يومي من سيدها الذي تترقب وصوله بعد برهة من قداس باكر، تشكو ما في جعبتها وتطلب عونه، يُدركها سمعًا فلا يبتر حديثها وعندما يبدأ فاه بالتلفظ، ينير قلبها خشوعاً، ويكن الحاضرون احتراماً لكينونته.
قابضاً بيده على الانجيل والأخرى ترفع صليبا، وسطيا فى التعامل مع تلاميذه، مقتدرا على حل المشكلات وإزالة العثرات التي تعترض طريق أبنائه في ايبارشية المنيا، نشأ وترعرع بين أسرة قبطية متدينة ومحافظة على القداسات ومداومة على الصلوات، عرف بـ«أسد الكرازة المرقسية»، يتميز بابتسامته الملائكية، وخدمة ذوو الحاجة ومساعدة الأرامل والمعدومين والأيتام والمحتاجين دون كلل أو سئم.
هو أحد رجال الكنيسة القبطية المخلصون لأوطانهم، يعمل بجهد متواصل وصمت رصين، لا ينتظر عرفاناً أو شكوراً، طالما أن الجهد يبذل والعرق يسكب من أجل الفقراء والكنيسة الأرثوذكسية وكل محتاج، ومن أجل مصر التي يحب.
بهذه الكيفية يحيا "الأنبا مكاريوس" راهبا يترجل بهدوء من غير موكب سيارات فارهة إستعراضي، تاركاً كل هذا الإرث الدنيوي من أجل خدمة أبناء الكنيسة القبطية في إيبارشية المنيا، لذا عبئة محبته نفوس أبناء المحافظة من المسلمين والأقباط، فنُعت ب "أسد الكرازة" بما لديه من إرث لا يضيع في الأفئدة، وبات رمزا للتضحية بالصحة والوقت والجهد الذي لم يكن هدرا، وسلك دربه وطنيون على نفس العزم و الخطى لن يتوانوا برهة عن التضحية من أجل الكنيسة والوطن.
قبل أيام أكمل أسد الكرازة المرقسية عامه ال٦٧ رسم قسا في ٣٠ يونيو ١٩٨٨، دُعي من ضمن أربعة رهبان لتعمير دير الأنبا أنتوني بصحراء كاليفورنيا، إلا أنه اعتذر حينها عن السفر حبًا في مصر وحاجة الى رعاية وخدمة أبناءها.
واعظ متميز له العديد من الكتب
كما أن له مجموعة من القصص في مجال الأدب القَصصي المسيحي وكان قبل الأسقفية لا يكتب اسمه على الكتب أو القصص، بل تُصدر من الدير تحت اسم "راهب من دير البراموس".
يهوى الصحافة والكتابة والثقافة بتنوعاتها، ولكونه بصير مثقف ومطلع أسند إليه البطريرك البابا تواضروس، الإشراف على إصدار مجلة الكرازة، التي تصدرها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة.