عاجل

واشنطن تلغي لقاء دبلوماسي مع إيران وسط توترات متصاعدة

الرئيس الأمريكي والمرشد
الرئيس الأمريكي والمرشد الإيراني

تراجع  الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن قراره بإرسال مسؤولين من إدارته لعقد اجتماع مع مسؤولين إيرانيين، في خطوة كانت تُعد تمهيدًا لتقارب محتمل أو تفاوض مباشر بين الطرفين بشأن عدد من الملفات الساخنة، أبرزها الملف النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن شبكة "CNN" الأمريكية.

القرار المفاجئ من دونالد ترامب يسلط الضوء على حالة الارتباك في التعاطي مع الملف الإيراني، سواء على المستوى السياسي أو الأمني، خاصة في ظل تصاعد التوتر في المنطقة وتبادل الضربات بين إيران وإسرائيل.

تغير في موقف دونالد ترامب 

بحسب ما نقلته "CNN"، فإن قرار التراجع من قبل دونالد ترامب عن إرسال المبعوثين لم يُرفق بأي توضيحات رسمية أو أسباب معلنة، مما أثار تساؤلات في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية حول خلفيات هذا التحول المفاجئ. 

ويعتقد بعض المحللين أن دونالد ترامب ربما أعاد النظر في القرار نتيجة ضغوط من مستشاريه أو حلفاء سياسيين لا يؤيدون أي نوع من الانفتاح مع طهران في المرحلة الحالية.

يُذكر أن دونالد ترامب سبق وألغى في ولايته الرئاسية الأولى الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وشدد العقوبات على طهران، مما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وجعل أي مسار دبلوماسي بين الجانبين محفوفًا بالتعقيد.

الساحة الأمريكية والدولية

قرار دونالد ترامب بعدم إرسال ممثلين للقاء الإيرانيين أثار ردود فعل متباينة في الداخل الأمريكي، حيث اعتبره البعض حفاظًا على "موقف متشدد" تجاه النظام الإيراني، فيما وصفه آخرون بـ"الفرصة الضائعة" لاحتواء التصعيد.

دوليًا، أبدت بعض العواصم الأوروبية قلقها من غياب مسارات التواصل بين واشنطن وطهران، واعتبرت أن أي تأجيل في الحوار الدبلوماسي من قبل دونالد ترامب قد يساهم في تفاقم التوترات، خصوصًا مع دخول المنطقة في مرحلة حساسة تشهد تصعيدًا عسكريًا وجيوسياسيًا واسع النطاق.

رسالة سياسية

يرى مراقبون أن تراجع دونالد ترامب عن إرسال مبعوثين قد يكون رسالة سياسية متعددة الاتجاهات، موجهة لإيران من جهة، وللداخل الأمريكي من جهة أخرى، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات الأمريكية. 

دونالد ترامب، يسعى إلى إعادة رسم صورته السياسية كقائد حاسم لا يتهاون مع "التهديدات"، وفي الوقت نفسه يراهن على استقطاب الناخبين من التيار المحافظ المعارض لأي نوع من التفاوض مع إيران.

ترامب وإيران 
ترامب وإيران 

العلاقات الأمريكية الإيرانية 

هذا التراجع يعكس هشاشة أي محاولات مستقبلية للتقارب بين الولايات المتحدة وإيران، في ظل عدم استقرار القرار السياسي، سواء من جهة واشنطن أو طهران. ومع استمرار الخطاب المتشدد من الطرفين، تبدو فرص الحوار ضئيلة، ما لم تحدث تطورات دولية تضغط باتجاه طاولة المفاوضات.

ويظل الملف الإيراني أحد أعقد الملفات التي تواجه أي إدارة أمريكية، سواء الحالية أو القادمة، خاصة في ظل تعقيدات البرنامج النووي الإيراني، ودوره الإقليمي المثير للجدل، والعلاقات المتشابكة مع قوى كبرى مثل روسيا والصين.

تم نسخ الرابط