اعتقال مراقب نيويورك براد لاندر داخل محكمة الهجرة يثير جدلًا واسعًا

شهدت مدينة نيويورك حادثًا أثار موجة من الغضب السياسي والحقوقي، بعد اعتقال مراقب المدينة براد لاندر، المرشح المحتمل لمنصب عمدة نيويورك، أثناء تواجده داخل محكمة الهجرة الفيدرالية يوم الثلاثاء، وهو ما وصفته تقارير حقوقية بـ"الاعتقال غير القانوني".
تفاصيل الواقعة
أكد المتحدث باسم حملة براد لاندر لقناة "Fox5NY" أن الأخير قد تم احتجازه من قبل عناصر تابعة لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) داخل "26 Federal Plaza"، حيث كان يحضر لمراقبة جلسات الاستماع الخاصة بالمهاجرين الذين يواجهون أوامر ترحيل.
مرافقة أحد المهاجرين
ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن لاندر كان برفقة أحد المهاجرين المرفوضة قضيته أثناء خروجه من المحكمة، ليتم توقيفه بشكل مفاجئ من قبل عملاء فيدراليين ملثمين، إلى جانب المهاجر نفسه.
لقطات توثق الاعتقال
أظهرت مقاطع فيديو للحظة الاعتقال، تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة مواجهة لاندر لضباط الهجرة قائلاً: "أنا لا أعرقل. أنا فقط أقف هنا. أريد رؤية مذكرة قضائية"، قبل أن يضيف: "أنتم لا تملكون السلطة لاعتقال مواطنين أمريكيين بدون أمر قضائي".
وتم رصد لحظة قيام عنصرين ملثمين بتقييد لاندر بالأصفاد ودفعه نحو الحائط، في مشهد وصفه شهود عيان بـ"الصادم"، خصوصًا لكونه مسؤولًا منتخبًا.
بيان للزوجة
عقب الحادث بوقت قصير، نشرت زوجته ميغ بارنيت بيانًا عبر حسابه الرسمي على منصة "X"، أكدت فيه أن براد اعتُقل أثناء خروجه مع أحد المهاجرين، وأضافت: "التطورات لا تزال جارية وفريقنا يتابع الوضع عن كثب".
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أعربت بارنيت عن فخرها بزوجها، قائلة: "ما حدث كان صادمًا وغير مقبول، نحن نملك الوسائل القانونية للدفاع عنه، لكن الغالبية في هذه المحاكم لا تملك ذلك. براد يُجسّد القيم التي يؤمن بها بالفعل، لا يتحدث فقط بل يفعل".
دعم سياسي واسع
انضم عدد من أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ إلى حملة الإدانة، حيث صرّح النائب جريج كاسار من تكساس: "اعتقال مراقب مدينة نيويورك دون مذكرة أمر مشين. براد كان يدافع عن الحقوق الأساسية. يجب إطلاق سراحه فوراً".
كما علقت جوليا سالازار، عضو مجلس شيوخ نيويورك، قائلة: "براد كان يعرف حقوقه ويدافع عن الآخرين، وبدلاً من احترام القانون، تم اعتقاله بشكل تعسفي".
اعتقالات المهاجرين
يأتي اعتقال لاندر في ظل تصاعد مثير للقلق في اعتقالات المهاجرين داخل محاكم الهجرة الأمريكية. ووفقًا لتحقيق سابق لصحيفة الغارديان، فقد ارتفعت الاعتقالات بنسبة 807% بين يناير ويونيو من العام الجاري، مع استهداف مهاجرين لا يملكون سجلات جنائية.
وتعيد الواقعة إلى الأذهان حادثة اعتقال أليكس باديلا، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن كاليفورنيا، الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي في لوس أنجلوس، وهو ما أثار انتقادات حادة، أبرزها من نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس التي وصفت ما حدث بأنه: "إساءة مذهلة للسلطة".
جدل قانوني متصاعد
حتى اللحظة، لم تصدر إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) أي تعليق رسمي على واقعة الاعتقال، على الرغم من توجيه عدة طلبات للتوضيح من وسائل إعلام كبرى، أبرزها صحيفة الغارديان.
في المقابل، يواصل فريق لاندر القانوني متابعة الإجراءات، وسط وعود بالإفراج عنه قريبًا، بينما تتوسع رقعة التضامن الشعبي والسياسي مع المسؤول الديمقراطي المعتقل.