عاجل

إغلاق العيادات يهدد حياة المصابين.. جنوب أفريقيا تواجه أزمة فيروس نقص المناعة

علاج سيدة تعانى من
علاج سيدة تعانى من الإيدز

تعيش جنوب أفريقيا، التي تُعد مركزًا عالميًا لوباء فيروس نقص المناعة البشرية، وضعًا حرجًا بعد خفض التمويل الأمريكي، وإذ أدّى قرار إدارة ترامب بخفض المساعدات الموجهة لمكافحة الفيروس إلى إغلاق عيادات متخصصة كانت تخدم الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

 إيبو، امرأة تبلغ من العمر 62 عامًا، كانت تعتمد على هذه العيادات للحصول على علاج دون تمييز، لكنها الآن تُنفق 30% من دخلها المحدود على الأدوية المضادة للفيروسات.

تهديد مكاسب صحية امتدت لعقود


تشير بيانات برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إلى أن 7.7 مليون شخص مصابون بالفيروس في جنوب أفريقيا، أي ما يعادل 12% من السكان. 

ورغم التقدم المحرز منذ عام 2000، إذ انخفضت الإصابات والوفيات بشكل كبير، إلا أن فقدان 7.6 مليار راند (316 مليون جنيه إسترليني) من المساعدات الأمريكية يهدد هذه المكاسب. 

وقد تسبب وقف خطة "بيبفار" (خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز) في إغلاق عيادات حيوية تخدم الفئات الضعيفة في المجتمع.

انخفاض الفحوصات وتراجع نسب كبح الفيروس


كشفت بيانات حكومية غير منشورة أن اختبارات الحمل الفيروسي، الضرورية لمراقبة تطور المرض، انخفضت بنسبة 21% بين مارس وأبريل، خاصة بين النساء الحوامل والشباب، كما تراجعت نسبة الأشخاص الذين تمكنوا من قمع الفيروس بنسبة 3.4% في مارس، ويؤكد الخبراء أن هذا الانخفاض سيؤدي إلى موجة جديدة من الإصابات غير المكتشفة.

اتهامات للحكومة بعدم تعويض الفاقد المالي


اتهم الباحثون الحكومة الجنوب أفريقية بعدم التحرك الجاد لتعويض التمويل المفقود.

ويقول البروفيسور فرانسوا فينتر من جامعة ويتواترسراند: "جنوب أفريقيا تمتلك الموارد، لكنها تتجاهل الأزمة"، مضيفًا أن إنكار الحكومات الأفريقية لمثل هذه المشكلات أصبح أمرًا متوقعًا. 

وزارة الصحة طلبت تمويلاً طارئًا، لكن وزارة المالية لم تحدد جدولًا زمنيًا للاستجابة.

انهيار ثقة المجتمعات الضعيفة في النظام الصحي


تشير الباحثة مينجا ميلوفانوفيتش إلى أن الثقة التي بُنيت على مدى سنوات بين مقدمي الرعاية والمجتمعات الضعيفة قد تحطمت. فقد مُنعت العاملات في مجال الجنس من دخول العيادات الحكومية، مثل حالة باليسا مافوكو، التي توقفت عن تناول علاجها لعدم قدرتها على تحمل تكلفته.

تأثير اجتماعي واقتصادي على العاملين في الميدان الصحي


عدد من العاملين في عيادات فيروس نقص المناعة البشرية وجدوا أنفسهم بلا وظائف، مثل أماندا، التي اضطرت للعودة إلى العمل في الشارع بعد إغلاق عيادة ويتس RHI في هيلبرو، وعلى مقربة من الموقع، صرخت إحدى النساء: "سيقتلنا فيروس نقص المناعة البشرية". الخوف يتصاعد وسط تراجع الدعم والعلاج.

فقدان العلاج والوقاية يزيد خطر تفشي الوباء


أعربت "سباركل"، وهي امرأة متحولة جنسيًا فقدت عملها والحصول على علاج الوقاية قبل التعرض (PrEP)، عن قلقها من احتمالية إصابتها بالفيروس بعد توقفها عن تناول العلاج. كما فقدت إمكانية الحصول على هرمونات تحديد الجنس، ما أثّر على صحتها النفسية وشعورها بذاتها.

مخاوف من موجة جديدة من الإصابات


برنامج "بيبفار" كان يوفر 90% من أدوية الوقاية قبل التعرض على مستوى العالم. ومع غيابه، يتوقع الخبراء أن ترتفع معدلات الإصابات الجديدة، خاصة وسط الفئات المهمشة، المتظاهرون في جنوب أفريقيا عبروا عن غضبهم بإقامة جنازات رمزية ولافتات تتهم الحكومة بعدم الاكتراث.

مستقبل قاتم ينتظر المصابين دون تحرك عاجل


من جانبه، قال يوهان هوجو، مدير عيادة مغلقة في كيب تاون: "هناك من سيُنسى ببساطة"، مؤكدًا أن الفئات المتضررة مثل العاملين في الدعارة والمدمنين لن يستطيعوا الصمود في وجه الأزمة، هذه الفجوة في الرعاية الصحية تهدد بكارثة صحية حقيقية ما لم تتدخل الحكومة والمجتمع الدولي على وجه السرعة.

تم نسخ الرابط