عاجل

تماشيًا مع أهداف الحكومة.. إسرائيل تخفي خسائرها الناجمة عن هجمات إيران (تقرير)

مشاهد للدمار في إسرائيل
مشاهد للدمار في إسرائيل جراء الهجمات الإيرانية

تماشيًا مع أهداف ومصالح سلطاته، تخفي الحكومة الإسرائيلية، الإحصائيات الحقيقية للخسائر البشرية وخاصة الأضرار التي لحقت بمواقعه الحيوية والاستراتيجية نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية المدمرة، ولا يسمح بالكشف عن هذه الإحصائيات، حسبما ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية.

ووفقا لوكالة تسنيم الإيرانية، ففي أعقاب الهجمات الصاروخية المدمرة وغير المسبوقة التي شنتها إيران الإيرانية في فلسطين المحتلة (إسرائيل)، والتي صاحبتها أضرار جسيمة وخسائر بشرية كبيرة للإسرائيليين منذ ليلة الجمعة، هناك نقاش كبير في الدوائر الداخلية للنظام حول المدى الحقيقي للأضرار التي لحقت بإسرائيل.

وفي هذه الأثناء، تؤكد العديد من الدوائر العبرية أن الحكومة والجيش الإسرائيليين يخفيان عمدًا معلومات عن العدد الحقيقي للضحايا، وأن قدرتهم على حماية الإسرائيليين ومنع تصعيد الهجمات الإيرانية موضع تساؤل.

إخفاء إسرائيل لإحصائيات الأضرار الفعلية الناجمة عن الهجمات الإيرانية

فيما يتعلق بالأرقام الحقيقية لخسائر النظام الإسرائيلي في هذه الحرب، أفاد محللون أن آثار الدمار الواسع الذي خلفته الهجمات الصاروخية الإيرانية ستؤثر تدريجيًا على دعم الرأي العام الإسرائيلي للحرب، وستشتد الاحتجاجات ضدها.

لذلك، يسعى مجلس الوزراء الإسرائيلي إلى إخفاء الخسائر الفعلية لاحتواء التداعيات النفسية والسياسية السلبية التي ستؤثر على الجبهة الداخلية للنظام وتزيد من زعزعة استقراره.

يمكن أن تكون المعلومات والإحصاءات أدواتٍ مهمةً للاستغلال العسكري والسياسي في خضم الحرب، التي تتخذ أبعادًا مختلفةً بمرور الوقت، وهذا ما تفعله السلطات الصهيونية حاليًا في وسائل الإعلام، حيث لا تسمح إلا بنشر الإحصاءات والمواد التي تخدم أهدافها ومصالحها، محليًا ودوليًا.

وقال مدير برنامج الدراسات الإسرائيلية في مركز ميدي الكرمل، أمطانس شحادة، في مقابلة إعلامية: "عندما تسقط الصواريخ الإيرانية في مناطق مدنية، يعلن الإعلام الإسرائيلي عن ذلك على الفور، لكن الصهاينة يخفون معلومات مفصلة عن الإصابات، كما يرفضون تقديم أي معلومات عن الأضرار التي لحقت بالمناطق العسكرية أو الاستراتيجية".

وأضاف: "لدى الجيش الإسرائيلي مؤسسة رقابة عسكرية لمنع نشر المعلومات حول الإصابات والأضرار، كما أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها تتبع سياسة الرقابة العسكرية".

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى: إن الحكومة الإسرائيلية تخفي تفاصيل حول حجم الدمار ودقة استهداف الصواريخ الإيرانية، خاصة إذا أصابت هذه الصواريخ مواقع حساسة مدنية أو عسكرية.

وتابع: "إن الحكومة الإسرائيلية تستند في هذا الحظر إلى قانون الطوارئ الحربي، الذي يمنحها سلطة قمع المعلومات العسكرية أو أي شيء يؤثر بشكل مباشر على الأمن الداخلي"، وفقًا لوكالة تسنيم الإيرانية.

صدمة في المجتمع الإسرائيلي وخداع من قبل الحكومة والجيش

ويرى الأكاديمي والباحث السياسي محمد غازي الجمل أن هناك قراراً رسمياً متعمداً لإخفاء الحجم الحقيقي للخسائر البشرية والمادية في إسرائيل، وقد “رأينا هذه السياسة في حروب سابقة للاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك الحرب الحالية في غزة، حيث تبين لاحقاً أن عدد الخسائر البشرية الإسرائيلية كان أضعاف ما أعلنه النظام رسمياً".

وأوضح: "بالطبع الأهم في هذه المواجهة ليس عدد الضحايا، بل نوع الضحايا وعدد المؤسسات الحيوية المستهدفة بالهجمات الإيرانية، لأن إيران تنوي عرقلة عمل النظام المحتل من خلال مهاجمة مراكز الطاقة والتطوير العلمي مثل مركز وايزمان".

وأشار إلى أن الدمار الذي تُخلّفه الهجمات الصاروخية الإيرانية على الجبهة الداخلية الصهيونية يُثير غضب المجتمع الإسرائيلي تدريجيًا، ويدفعه إلى المطالبة بإنهاء الحرب.

 ولذلك، يُحاول مجلس الوزراء وجيش نظام الاحتلال إخفاء الحجم الحقيقي للأضرار والخسائر.

وأكد مهند مصطفى، الخبير في اللغة العربية، أن المجتمع الإسرائيلي اليوم يعيش صدمة غير مسبوقة، وبعد النشوة الأولية الناجمة عن الهجوم على إيران، توصل الإسرائيليين إلى أن لهذه الحرب تكاليف باهظة لم يعتادوا عليها، وشاهدوا الوجه الحقيقي للحرب.

ولفت إلى أنه: "لم يسبق أن شهد الإسرائيليين مثل هذا الدمار على جبهتهم الداخلية، وكانوا معتادين على شن الحروب خارج جبهتهم وتدمير أراضي العدو. 

وتابع: "كان للهجمات الصاروخية التي شنتها المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية في الحروب المختلفة تأثير محدود على الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني، لكن ما تفعله إيران اليوم يُرعب الإسرائيليين".

وواصل: "المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع تحمّل هذه التكاليف إطلاقًا، وسيبدأ الصهاينة قريبًا بالتساؤل عن موعد انتهاء الحرب. ما نراه اليوم في المجتمع الصهيوني هو مؤشرات على أصوات تُثبت أن الحكومة خدعت المستوطنين في تقدير التكلفة المتوقعة لهذه الحرب، وتواصل خداع الإسرائيليين بادعاء قدرتها على منع الهجمات الإيرانية".


 

تم نسخ الرابط