مهرجان لتكريم “الحمار” في غزة رمز الصمود في زمن الحرب والحصار

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق مهرجانًا رمزيًا في قطاع غزة لتكريم الحمار، تقديراً للدور الحيوي الذي لعبه هذا الحيوان في خدمة المدنيين خلال 21 شهراً من الحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار الخانق على القطاع نشره الصحافي الفلسطيني شعيب أبو جهل عبر منصة إنستجرام، في مشهد غير مألوف ولكنه يحمل دلالات عميقة.
الفيديو الذي لاقى تفاعلاً واسعاً، تضمن مشاهد لأطفال وكبار يتجمعون حول عربات تجرها الحمير، مزينة بالبالونات وأعلام فلسطين، في لفتة شعبية تكرم رمزًا من رموز الصمود اليومي في وجه الانهيار الاقتصادي والدمار اللوجستي.
في ظل انعدام الوقود “الحمار” يصبح وسيلة النقل الأولى
تقول المعلمة والكاتبة آلاء رضوان، التي نقلت تفاصيل المهرجان، إن تكريم الحمار لم يكن من باب الترف أو المزاح، بل يعكس واقعًا قاسيًا فرضته الحرب والحصار. فمع انقطاع الوقود وتوقف عمل السيارات، تحولت الحمير إلى وسيلة النقل الأساسية لسكان غزة.
من نقل المصابين والجرحى إلى إيصال المواد الغذائية والمياه، لعب الحمار دورًا جوهريًا في الحفاظ على خطوط الحياة اليومية في وقت انهارت فيه البنية التحتية وتراجع أداء المؤسسات الإغاثية.
مشهد يلخص المعاناة والابتكار الشعبي
يرى مراقبون أن هذا “المهرجان” ليس سوى صورة ساخرة حزينة لواقع لم تعد فيه الكرامة الإنسانية محمية، لكنه أيضًا يحمل رسالة أمل وقدرة على التكيّف من قبل شعب محاصر منذ سنوات. فبدلاً من الاستسلام، اختار الغزيون أن يحتفوا بأبسط أدواتهم التي ساعدتهم على النجاة.
في ظل غياب مقومات الحياة الحديثة، يعد الحمار برغم ما يرمز إليه في المخيلة الشعبية من سذاجة بطل المرحلة، لما قدمه من خدمات حيوية في وقت توقفت فيه الآلات وتخلى العالم عن تقديم الدعم الكافي.https://x.com/AhlamMostghanmi/status/1934664104771252253
التفاعل على السوشيال ميديا من التعاطف إلى الدعوات للمساندة
أثار الفيديو المنشور على إنستغرام ردود فعل متباينة. عبّر كثير من المستخدمين عن تعاطفهم مع سكان غزة، مشيرين إلى أن المشهد يعكس مدى الانهيار الإنساني الذي يعاني منه المدنيون. فيما رأى آخرون أن تكريم الحمار هو شكل من أشكال النقد الساخر للوضع الدولي، الذي لا يزال عاجزًا عن وقف القصف وتأمين الدعم الكافي للقطاع.
أزمة متفاقمة بلا أفق واضح
لا تزال غزة تعيش أزمة إنسانية متصاعدة منذ اندلاع الحرب، حيث تعاني من نقص حاد في الكهرباء، المياه، الغذاء، والأدوية. ومع استمرار الحصار الإسرائيلي، بات سكان القطاع يعتمدون بشكل متزايد على حلول بدائية، ومنها عربات الحمير، كوسيلة للتنقل والتوزيع.
هذا الواقع المؤلم، الذي اختُصر في فيديو “تكريم الحمار”، يسلّط الضوء على الحاجة الماسة لتدخل دولي عاجل وفعّال يضمن إعادة الإعمار ورفع الحصار وتوفير حلول إنسانية مستدامة.