"بعد موجة اغتيالات".. كيف تعزز إيران تحصيناتها الأمنية لحماية كبار قادتها؟

بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قادة عسكريين وأمنيين بارزين، اتخذت إيران مجموعة من الإجراءات الأمنية غير المسبوقة لتأمين قياداتها من الاستهداف، خصوصًا في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل والغرب. وفيما يلي أبرز هذه الإجراءات:
1. تقييد استخدام الأجهزة الإلكترونية
منع استخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت:
أصدرت الهيئة العليا للأمن السيبراني الإيرانية قرارًا يحظر على المسؤولين استخدام أي أجهزة إلكترونية تتصل بالإنترنت أو شبكات الاتصالات العامة، وذلك خوفًا من التتبع أو الاختراق.
تشديد الرقابة على الاتصالات الداخلية:
تم فرض رقابة صارمة على أجهزة الاتصال اللاسلكية والهواتف المحمولة، حتى تلك المستخدمة من قبل الحراس الشخصيين.
2. تعزيز الحماية الشخصية
زيادة عدد الحراس المرافقين:
تمت مضاعفة الفرق الأمنية المرافقة لكبار القادة، وتزويدهم بتجهيزات تقنية لا تعتمد على الأقمار الصناعية.
تبديل طرق التنقل:
أصبح القادة يتنقلون بوسائل مختلفة وفي مواقيت غير ثابتة لتفادي عمليات الرصد والاستهداف.
3. تقليص الظهور العلني
الحد من الظهور الإعلامي والميداني: يُمنع العديد من القادة من الظهور في المناسبات العلنية أو السفر بشكل علني إلا في الحالات الضرورية.
الاجتماعات تُعقد في مواقع سرية: تعتمد إيران على مقرات تحت الأرض أو مواقع بديلة لإجراء الاجتماعات الأمنية والعسكرية.
- تعزيز الاستخبارات الوقائية
تكثيف العمل الاستخباراتي: تعمل طهران على توسيع نشاط استخباراتها داخليًا وخارجيًا للكشف المبكر عن أي مخططات اغتيال أو اختراق.
متابعة دقيقة لتحركات "الوكلاء" المعادين داخل البلاد: مع التركيز على الجماعات المعارضة أو العملاء المحتملين المرتبطين بإسرائيل.
لكن.. أين يختبئ القيادات العسكرية والنووية ؟
أولًا: المخابئ العسكرية تحت الأرض
مقر "خاتم الأنبياء" المركزي:
يُعدّ أحد أكثر المقرات تحصينًا ويقع على عمق كبير تحت الأرض. هذا المقر هو مركز قيادة الطوارئ العسكرية، ويُعتقد أنه يستخدم في إدارة الحروب والصراعات الكبرى، ويشرف عليه القادة العسكريون من الحرس الثوري.
منشآت تحت العاصمة طهران: كشفت تقارير استخباراتية عن وجود شبكة أنفاق ومخابئ تمتد تحت طهران، مصممة لتحمّل الضربات النووية أو الجوية، وتستخدم كمواقع للاحتماء الطارئ ونقل القادة بسرية.
ثانيًا: تحصينات نووية طراز "فوردو"
رغم كونها منشآت نووية بالأساس، فإن بعض المنشآت مثل "فوردو" و"نطنز" مجهّزة بأقسام محمية يُعتقد أن بعضها يمكن استخدامه كمخابئ مؤقتة لكبار المسؤولين في حالة الطوارئ.
ثالثًا: مراكز قيادة سيبرانية محصنة
إيران أنشأت غرف عمليات إلكترونية سرية تابعة للحرس الثوري ووزارة الدفاع في مناطق جبلية ومعزولة، مزوّدة بأنظمة تشويش واتصالات مستقلة عن الشبكة العامة لتجنب التتبع أو القرصنة.
رابعًا: قواعد تحت الجبال
إيران اعتمدت على نموذج "التحصين الجبلي" كما في قاعدة "كرج" ومناطق أخرى، حيث بنيت غرف عمليات ومخازن أسلحة تحت سلاسل جبلية، بعيدًا عن رصد الأقمار الصناعية، وهي أماكن تُستخدم أحيانًا للاجتماعات القيادية الحساسة.
خامسًا: نقل متكرر وتحركات سرية
في حالات الخطر، يتم نقل القيادات العليا بطائرات هليكوبتر غير مُعلنة أو عبر سيارات مدنية مصفّحة إلى مواقع مجهولة، تتغير بشكل دوري لتفادي الرصد والتتبع الإسرائيلي.