منى كمال.. سبّاحة مصرية تتحدى الزمن وتحصد 3 فضيات في عمر 71

في مشهد يُلهم الأجيال ويُعيد تعريف مفهوم العمر، أبهرت منى كمال، السيدة المصرية البالغة من العمر 71 عامًا، الجميع بعد فوزها بثلاث ميداليات فضية في بطولة العالم للسباحة بالزعانف (الماسترز)، التي أُقيمت في اليونان وفقا لما قدمته صفحة “سيدات مصر" علي موقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك”.
بداية الحلم بعد الستين
اللافت في قصة منى كمال أنها لم تكن بطلة منذ الصغر، بل بدأت مشوارها الرياضي في سن الـ62، بعد تقاعدها من عملها كمترجمة، ولم تكن تعرف السباحة، بل كانت تخشى حتى وضع وجهها في الماء، لكنها رغم كل ذلك قررت كسر حاجز الخوف، وتعلم السباحة من الصفر.
كانت البداية شاقة، إحدى مشاركاتها الأولى استغرقت فيها 15 دقيقة كاملة لقطع مسافة بسيطة، إلا أن العزيمة كانت أقوى من كل المعوقات. تدريجًا، تحسنت مهاراتها، وبدأت تشارك في بطولات محلية، ثم إقليمية، حتى أصبحت اسمًا معروفًا في عالم السباحة بالزعانف.
الزعانف في السبعين: قصة إنجاز لا تُنسى
في سن 68، قررت منى خوض تحدٍ جديد، وهو سباحة الزعانف، إحدى رياضات السباحة السريعة التي تتطلب لياقة عالية ومهارة تقنية، وفي غضون ثلاث سنوات فقط، استطاعت أن تحقق تقدمًا مذهلًا، لتتوج مجهودها هذا العام بـ3 ميداليات فضية عالمية، عن سباقات 50 و200 و400 متر.
إنجازها جعلها أول سيدة مصرية تفوز بهذا العدد من الميداليات في بطولات الماسترز العالمية، وفي هذا العمر بالتحديد، لتسجل اسمها كأيقونة جديدة للإصرار والإرادة.

وراء البطلة: امرأة عادية بحلم استثنائي
منى كمال ليست رياضية محترفة، بل أم وزوجة وربة منزل، عاشت حياة هادئة قبل أن تقرر كسر النمط واكتشاف ذاتها من جديد، وتؤمن منى كمال بأن العمر ليس عائقًا، بل فرصة لبداية جديدة، وأن الإنجاز ليس حكرًا على الشباب فقط.
وفي تصريحاتها بعد الفوز، أهدت منى ميدالياتها لكل سيدة مصرية تجاوزت الستين، برسالة واضحة: "مفيش حاجة اسمها متأخرة.. احلمي وابتدي، لأن البداية دايمًا ممكنة".
رسالة لكل امرأة: لا شيء مستحيل
إن قصة منى كمال تُمثل أكثر من مجرد إنجاز رياضي، بل هي دعوة مفتوحة لكل امرأة لتؤمن بقدرتها على التغيير، مهما كان عمرها أو خلفيتها، فرحلة منى لم تبدأ في صالة تدريب، بل بدأت من قرار بسيط: "أنا أقدر".