كيف تكونين أمًا واعية لطفل من ذوي الهمم؟

أن تصبحي أمًا ليس بالأمر السهل، ولكن أن تكوني أمًا لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي تجربة تحمل معاني الصبر، القوة، والتحدي، بين مشاعر القلق والخوف والحب غير المشروط، تمر الأمهات برحلة طويلة من العطاء والبحث عن طرق لتقديم الدعم الأمثل لأطفالهن.
فيما يلي، ننشر أحدث 5 نصائح نفسية وتربوية للتعامل السليم مع طفلك من ذوي الاحتياجات الخاصة.
افهمي حالته بوعي
واحدة من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الكثير من الأمهات هي التعامل مع التشخيص كأنه "حكم نهائي"، بينما تنصح المتخصصة "كاتي هورنر" من "Verywell" بفهم الحالة بدقة، وقراءة تقارير المتخصصين بهدوء، دون إفراط في القلق أو الإنكار.
فهم الحالة، هو الخطوة الأولى لصياغة خطة دعم فعّالة لطفلك. اسألي الأطباء، احضري جلسات الإرشاد، وشاركي في ورش العمل النفسية، فهذا يمنحكِ أدوات حقيقية للتعامل معه وليس فقط عاطفة.
نصيحة: خذي وقتك في فهم التشخيص الطبي، ودوّني كل سؤال يخطر في بالك لتطرحيه على الأخصائيين.
روتين يومي مرن
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يستجيبون جيدًا للأنظمة المحددة، حيث يوفر لهم الروتين شعورًا بالاستقرار. لكن في المقابل، لا بد أن يكون هذا الروتين مرنًا ليستوعب مزاج الطفل وتغير حالته النفسية.
يقترح الخبراء البدء بروتين صباحي مبكر، يتضمن النشاطات اليومية بشكل مبسط ومصور، مع مراعاة الفروق الفردية في كل حالة، سواء كانت توحد، فرط حركة، أو تأخر ذهني.
نصيحة: استعيني بجداول مرئية تحتوي على صور ملونة، لشرح مراحل اليوم لطفلك بطريقة يفهمها بسهولة.
استخدمي التواصل البصري واللفظي معًا
التواصل مع الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يقتصر على الكلمات، بل يعتمد بشكل كبير على تعبيرات الوجه، لغة الجسد، ونبرة الصوت، لذلك، ينصح موقع Understood بدمج التواصل البصري مع الكلمات لتسهيل الفهم، خاصة في حالات التوحد واضطرابات النطق.
احرصي على النزول لمستوى نظر طفلك، استخدمي تعبيرات وجهك، وتجنبي الكلام المعقّد. التكرار مهم، لكن أيضًا الهدوء ضروري.
نصيحة : خصصي يوميًا 10 دقائق لتواصلك البصري المباشر مع طفلك دون أي مقاطعة من التلفاز أو الهاتف.
شجعي طفلك على الاستقلالية
يظن البعض أن الأطفال ذوي الاحتياجات لا يمكنهم الاستقلال، لكن الحقيقة أنهم بحاجة إلى من يثق في قدراتهم، البدء بمهمات بسيطة – كارتداء الحذاء، أو ترتيب سريره – يمنح الطفل شعورًا بالفخر.
وفقًا RaisingChildren. يشدد على أهمية "التمكين اليومي"، لأن الاستقلالية لا تُبنى فجأة، بل هي تراكم لمحاولات صغيرة يومًا بعد يوم.
نصيحة: لا تصححي الخطأ فورًا.. اسمحي له بالمحاولة، ولو أخطأ، امدحي المحاولة أولًا، ثم قدّمي البديل بهدوء.
لا تهدري طاقتك.. واطلبي الدعم عند الحاجة
كثير من الأمهات يسعين للكمال في تربية أطفالهن من ذوي الاحتياجات، لكن الحقيقة أن هذا غير واقعي، الشعور بالتعب والضغط ليس دليل فشل، بل طبيعي، ويجب التعامل معه بوعي لا بتأنيب الذات.
ينصح الخبراء الأمهات بالانضمام إلى مجموعات دعم نفسية، سواء على الإنترنت أو في الواقع، لأن تبادل التجارب يُشعركِ بأنك لست وحدكِ.
نصيحة: خصصي لنفسك وقتًا أسبوعيًا للراحة، وتأكدي أن عافيتك النفسية ستنعكس على طفلك بشكل مباشر.
طفلك من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحتاج سوى "نسخة صبورة ومحبة" منكِ، وليس أمًا خارقة، كل خطوة دعم تقدميها ستعود عليه بنمو نفسي وسلوكي أفضل، لا تبحثي عن نتائج فورية، بل عن بناء إنساني طويل الأمد.
التعامل الواعي مع هذا الطفل لا يصنع فرقًا له فقط، بل يُحدث نقلة في حياتك أنتِ أولًا، ثم في نظرة المجتمع بالكامل