هل تتأثر إيرادات قناة السويس بالهجوم الإسرائيلي على إيران ؟

تشهد مصر حالة من القلق المتزايد في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد شن إسرائيل ضربات جوية على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، واستمرار التهديدات المتبادلة، ويثير هذا التصعيد مخاوف من انعكاسات سلبية على حركة التجارة العالمية، وإيرادات قناة السويس التي تُعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة في البلاد.
إيرادات قناة السويس
كشف عز الدين حسانين الخبير الاقتصادي، أن قناة السويس حتى الآن لم تسجل تأثيرات مباشرة على الملاحة، في ظل العمليات والهجوم الإسرائيلي والإيراني والقصف المتبادل بين البلدين.
وتابع الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ نيوز رووم، أن استمرار امتداد النزاع قد يؤثر بشكل كبير على مضيقي هرمز وباب المندب، وفي حالة تدخل الحوثيين أو حزب الله قد يؤدي إلى خفض حركة الملاحة عالميًا، وبالتالي تقل الإيرادات.
وتجاوزت الخسائر حتى الآن 10.5 مليار دولار خلال 18 شهرًا بسبب التوترات الجيوسياسية، ويُعتبر هذا الرقم "مؤثراً على مختلف المستويات"، وسط مساعي بعض الشركات للحصول على منح حوافز إضافية لتخفيف الضغط على أسعار الشحن ورفع تنافسية القناة خلال هذه الفترة الحرجة .
وتُظهر البيانات الرسمية أن إيرادات قناة السويس، التي بلغت ذروتها في عام 2023 عند 10.25 مليار دولار، تراجعت بشكل ملحوظ خلال عام 2024، مسجلة نحو 3.991 مليار دولار، بانخفاض حاد تجاوز 61%. ويُعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى اضطراب الملاحة البحرية نتيجة الهجمات المتكررة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
رغم ذلك، أظهرت إحصائيات الملاحة لشهر مارس 2025 مؤشرات على بداية تعافٍ نسبي، حيث ارتفع عدد السفن العابرة بنسبة 2.4% مقارنة بشهر يناير، كما زادت الحمولات الصافية بواقع 7.1%، وسجلت الإيرادات ارتفاعًا بنسبة 8.8% خلال نفس الفترة.
وفي سياق متصل، سجلت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نموًا ملحوظًا في الإيرادات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024/2025، حيث بلغت 8.6 مليار جنيه، مقارنة بـ6.1 مليار جنيه لنفس الفترة من العام السابق، محققة زيادة بنحو 40%.
وتبقى التحديات مرهونة بتطورات المشهد الإقليمي، حيث يُخشى أن يؤدي أي تصعيد إضافي إلى تفاقم تداعياته على طرق الشحن العالمية، ما قد يُعرقل جهود هيئة قناة السويس في استعادة مستويات الأداء السابقة.