عاجل

“هل الضحك في الصلاة يُبطلها؟”.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الضحك أثناء الصلاة
الضحك أثناء الصلاة

يتساءل كثير من المصلين، لا سيما الشباب والناشئة، عن حكم الضحك أثناء الصلاة، خاصة إذا حدث ذلك بصورة لا إرادية أو بسبب موقف طارئ أثناء الصلاة في جماعة. ويظل السؤال مطروحًا بقوة: هل الضحك يُبطل الصلاة؟ وهل يترتب عليه إعادة الوضوء؟ وما الفرق بين التبسم والضحك والقهقهة في هذا السياق؟

في هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الضحك أثناء الصلاة يُبطلها إذا بلغ حد القهقهة، أي إذا خرج الصوت واضحًا يُسمع، سواء كان ذلك في صلاة سرية أو جهرية، فرضًا كانت أو نافلة، مؤكدين أن هذا هو الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء.

وأشارت الدار إلى أن القهقهة تُنافي الخشوع المطلوب في الصلاة، وتُخرج المصلي عن هيئته وهيبة الموقف بين يدي الله تعالى، وبالتالي فإنها تُبطل الصلاة بالإجماع في معظم المذاهب، خصوصًا إذا كانت عمدًا أو مع التمكن من كف النفس عنها.

لكنها فرّقت بين أنواع الضحك، موضحة أن:


• التبسم، وهو مجرد تحرّك الشفتين دون صوت، لا يُبطل الصلاة، ويُكره فقط لأنه منافٍ للخشوع.
• أما الضحك بصوت خفيف لا يُسمع إلا للمصلي نفسه أو لمن بجواره، فقد اختلف العلماء في حكمه؛ فبينما يرى الحنفية أن أي ضحك بصوت يبطل الصلاة والوضوء معًا في بعض الحالات، يرى جمهور العلماء أن الصلاة فقط هي التي تبطل، دون أن يُمس الوضوء.

وشددت دار الإفتاء على ضرورة التمييز بين ما يبطل الصلاة وما لا يبطلها، مشيرة إلى أن الوضوء لا يبطل بالضحك، حتى وإن بطلت الصلاة بسببه، وذلك وفقًا لرأي جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة. أما القول بأن الضحك في الصلاة يُبطل الوضوء فهو قول عند الحنفية فقط، ويُنسب إلى الإمام أبي حنيفة، وهو خاص بصلاة تحتوي على قهقهة، لكنه قول مرجوح في زماننا ولا يُفتى به في الغالب.

ودعت الإفتاء إلى التزام السكينة والوقار في الصلاة، ومحاولة التهيؤ لها قبل الدخول فيها، لتجنب الانشغال أو الاندفاع وراء المواقف الطارئة التي قد تؤدي إلى الضحك أو الحركة الزائدة، مؤكدة أن الصلاة هي لحظة وقوف بين يدي الله، تستحق كل التركيز والخشوع.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بقولها:

“من ضحك في صلاته قهقهة، فلتكن صلاته موضع إعادة، أما إن تبسّم فقط، فصلاته صحيحة، وعليه أن يُحافظ على الخشوع، فذلك من صميم تعظيم شعائر الله”.

وبذلك، يتضح أن الضحك في الصلاة يُبطلها إذا كان بصوت مرتفع (قهقهة)، أما التبسم فلا يؤثر على صحتها، ويبقى الوضوء صحيحًا في كل الأحوال، وفقًا لرأي جمهور العلماء

تم نسخ الرابط