لماذا تتخلى النساء عن العلاقات العاطفية؟.. سبب قديم ولكن أدراكه احتاج عقود

مهمة جديدة تثقل كاهل النساء في العلاقات، لكنها هذه المرة غير مرئية: دعم الرجل عاطفيًا بشكل دائم، في زمن تزايد فيه الحديث عن الصحة النفسية، بدأت النساء يشعرن بأنهن يؤدين دور "المعالجة النفسية المجانية" في علاقاتهن، خاصة في ظل انتشار ظاهرة "مانكيبينغ"، وفقا لتقرير الجارديان .
ما هو الـ"مانكيبينغ"؟
"مانكيبينغ" (Mankeeping) مصطلح حديث نسبيًا، يشير إلى العبء العاطفي الذي تتحمله النساء في العلاقات العاطفية مع الرجال، خاصة في العلاقات غير المتكافئة، هو امتداد غير مرئي لما يُعرف بـ"العمل العاطفي"، مثل تذكّر المناسبات وتنظيم اللقاءات، لكنه اليوم يأخذ شكلاً أعمق: دعم الشريك نفسيًا وتحمل تقلباته.
لماذا لا يقوم الرجال بدور مماثل؟
يعتقد باحثون في جامعة ستانفورد – حيث ظهر المصطلح أول مرة – أن السبب يعود إلى "وباء العزلة الذكورية"، فالكثير من الرجال، خاصة في الأجيال الأصغر، لا يشعرون بالراحة في مشاركة مشاعرهم مع أصدقائهم الذكور، مما يجعلهم يعتمدون على شريكاتهم كمصدر وحيد للتفريغ العاطفي.
وهنا، تتحول العلاقات العاطفية إلى علاقة غير متوازنة: الرجل يفرغ مشاعره، والمرأة تتحمل.
رد فعل النساء
بدلاً من تقبّل هذا الدور أو الدخول في نقاشات لا تنتهي، اختارت العديد من النساء الابتعاد عن المشهد العاطفي بالكامل،
بحسب استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن فقط 38% من النساء العازبات في الولايات المتحدة يشاركن حاليًا في سوق المواعدة، مقابل 61% من الرجال العازبين. أي أن النساء ينسحبن بهدوء، لكن بشكل متزايد.
هل الحل في أن "تتقبل" المرأة الأمر؟
بالطبع لا، ليست المرأة مسؤولة عن معالجة مشكلات الرجل النفسية، ولا يُفترض بها أن تكون بديلاً عن أصدقائه أو معالجه النفسي.
الحل يكمن في أن يبدأ الرجال في تطوير أدواتهم العاطفية، من خلال زيارة معالج نفسي، بناء صداقات صحية، والمشاركة في مجتمعات تعزز التواصل الإنساني الحقيقي.
الطريق ليس مستحيلاً
حين يتخلى الرجال عن الصور النمطية القديمة عن "الرجولة"، ويبدؤون فعليًا في فهم مشاعرهم والتعامل معها بوعي، يمكن أن تتحسن جودة العلاقات لكلا الطرفين، أما الاعتماد الكامل على المرأة كرافعة نفسية، فبات مرفوضًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، النساء لا يبحثن عن رجال "مثاليين"، بل عن علاقات متوازنة لا تتحول فيها إلى معالِجات بدوام كامل.
قل: "أحتاج إلى تطوير أدواتي النفسية."
ولا تقل: "لهذا لا أفتح قلبي للنساء."