بطريقة جيمس بوند.. أول امرأة تتولى قيادة جهاز الاستخبارات البريطاني MI6
أعلن السير كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، عن تعيين بليز مترويلي كأول امرأة في تاريخ المملكة المتحدة تتولى قيادة جهاز الاستخبارات الخارجية MI6، خلفًا للسير ريتشارد مور على طريقة أفلام جيمس بوند .
هذا القرار التاريخي يأتي وسط تصاعد التهديدات الأمنية، ويعكس تحولًا مهمًا في هيكل القيادة الأمنية البريطانية.
من هي بليز مترويلي؟ السيرة الذاتية لمديرة MI6 الجديدة
بليز مترويلي، البالغة من العمر 47 عامًا، هي ضابطة استخبارات محترفة انضمت إلى MI6 عام 1999. تحمل شهادة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية من جامعة كامبريدج، وتمتلك خبرة ميدانية واسعة في الشرق الأوسط وأوروبا.
حاليًا، تشغل مترويلي منصب المدير العام لقسم “Q” في MI6، وهو القسم المعني بالتكنولوجيا والابتكار. كما شغلت سابقًا مناصب قيادية في جهازي MI6 وMI5 (الاستخبارات الداخلية ومكافحة التجسس)، مما يمنحها فهماً عميقاً للأمن القومي البريطاني من منظور شامل.
في عام 2024، حصلت على وسام رفيق القديس ميخائيل والقديس جورج تقديرًا لخدمتها.
المهام والتحديات أمام مديرة MI6 الجديدة
قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن التعيين يأتي في وقت تواجه فيه بريطانيا تهديدات غير مسبوقة، منها:
• سفن التجسس الأجنبية التي تنتهك المياه الإقليمية البريطانية.
• الهجمات السيبرانية المعقدة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والخدمات العامة.
وأكد ستارمر أن خبرة مترويلي الواسعة تؤهلها لقيادة MI6 بكفاءة في ظل هذه التحديات.
أما مترويلي، فقد عبّرت عن “فخرها وشرفها” لتوليها المنصب، مؤكدة أن MI6 يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على أمن بريطانيا، بالتنسيق مع MI5 وGCHQ (مقر الاتصالات الحكومية).
من الخيال إلى الواقع: محاكاة دور “M” في أفلام جيمس بوند
أشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية إلى أن تعيين مترويلي يوازي ما جسدته جودي دينش في سلسلة أفلام جيمس بوند، بدور “M”، قائدة MI6، لمدة 17 عامًا. خطوة تعكس كيف أصبح الخيال السينمائي واقعًا مؤسسيًا في المملكة المتحدة.
من هو “C”؟ تقاليد رئاسة MI6
رئيس جهاز MI6 يُعرف تقليديًا باسم “C”، وهو اللقب الذي يحمله فقط الضابط المُعلن اسمه في الجهاز. ويُعتبر هذا المنصب الأعلى في الاستخبارات الخارجية البريطانية، ويتطلب مستوىً فائقًا من السرية والحنكة الاستخباراتية.
من المقرر أن تتولى مترويلي المنصب رسميًا في خريف 2025، بعد انتهاء فترة خدمة ريتشارد مور، الذي قضى قرابة خمس سنوات في المنصب، وهو الحد الأعلى غير الرسمي لمدة ولاية رؤساء الاستخبارات البريطانية.
الفارق بين مور ومترويلي: من الدبلوماسية إلى العمل الاستخباراتي الخالص
خلافًا لمور، الذي جاء من خلفية دبلوماسية وعمل سابقًا سفيرًا لبريطانيا في تركيا، فإن مترويلي ترعرعت مهنيًا داخل المؤسسة الاستخباراتية، ما يمنحها أفضلية ميدانية ومعرفية متخصصة.
المرأة في الاستخبارات البريطانية: كسر احتكار تاريخي
رغم أن وكالات تجسس بريطانية مثل MI5 وGCHQ سبق أن قادتها نساء، إلا أن MI6 ظلت لعقود حكراً على الرجال منذ تأسيسها عام 1909.
سابقًا، ترأست ستيلا ريمينجتون وإليزا مانينغهام-بولر جهاز MI5، وتُعد آن كيست-بتلر حاليًا أول مديرة لجهاز GCHQ، لكن مترويلي تُعد أول امرأة على الإطلاق تقود MI6.
تغيير تاريخي في قيادة MI6
يُعد تعيين بليز مترويلي على رأس جهاز MI6 تحوّلًا كبيرًا في تركيبة الاستخبارات البريطانية، ويعكس التزامًا جديدًا بالمساواة والاحتراف في أعلى هرم الأمن القومي. بخبرة عميقة في الميدان، وفهم دقيق للتكنولوجيا والتهديدات الحديثة، تبدأ مترويلي فصلًا جديدًا في تاريخ MI6، وتثبت أن المرأة قادرة على القيادة في أخطر ميادين الدولة.
