جمال بيومي: أطراف دولية تسعى لاستمرار حرب إسرائيل وإيران لخدمة مصالحها
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المواجهة القائمة بين إيران وإسرائيل تحمل أبعادًا معقدة وتستمر نتيجة عوامل متعددة، أبرزها رغبة الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب في استمرار الصراع، إلى جانب مصالح صناع السلاح الذين يجنون أرباحًا بمليارات الدولارات من وراء بيع الأسلحة.
وأضاف بيومي في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى أيضًا لاستمرار الحرب لتجنب الملاحقة القانونية داخليًا ودوليًا، حيث تواجهه اتهامات خطيرة قد تؤدي إلى اعتقاله حال توقف النزاع.
وأكد السفير أن الجيش الإيراني ليس بالجيش الضعيف، بل يتمتع بصبر وقدرة عالية على المواجهة، مشيرًا إلى أن إسرائيل طلبت رسميًا التدخل من أمريكا والدول الغربية بعد الهجمات الإيرانية التي وصلت إلى مواقع حيوية داخل الأراضي الإسرائيلية.
حرب طويلة الأمد
وأوضح أن الحرب ستكون طويلة الأمد طالما استمر الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل، مشددًا على أن الدول العربية وعلى رأسها مصر تدرك جيدًا طبيعة الصراع ولن تنجر وراءه، خاصة في ظل العلاقات المتزنة بين مصر وإسرائيل وعدم وجود تهديد مباشر على الأمن القومي المصري.
وتحدث بيومي عن الدعم الدولي لإسرائيل، حيث تقدم أمريكا والغرب الدعم المالي والعسكري والمعلوماتي، بينما تقف الصين وباكستان إلى جانب إيران بإرسال أسلحة وصواريخ، رغم عدم تدخلها المباشر في القتال حتى الآن.
وختم السفير بيومي حديثه بالقول إن الهدف الأكبر لأمريكا والغرب من هذا الصراع هو الحفاظ على إسرائيل كدولة حامية لمصالحهم في المنطقة، مشيرًا إلى أن نابليون كان من أوائل من زرعوا هذه الدولة ليكون لها دور الحاجز بين المشرق العربي والمغرب العربي، وهو ما يُعتقد أنه يظل هدفًا رئيسيًا للدعم الغربي المستمر لإسرائيل.
مواجهة إسرائيل وإيران ستستمر
من جهة آخرى، فقد قال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إن المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران ستستمر لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن الخسائر التي يتكبدها الطرفان، خاصة الجانب الإسرائيلي، ستدفع إسرائيل لمواصلة ضرب منشآت إيران النووية والعسكرية بهدف إضعاف قدراتها وتأخير برنامجها النووي. وأكد الحفني أن إسرائيل تحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة والدول الغربية في هذه المواجهة.
وفي تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أوضح الحفني أن هناك اتصالات مكثفة بين عدد من الدول، من بينها مصر، تسعى لضمان عدم تصعيد الموقف بين الطرفين إلى حد لا يمكن السيطرة عليه، خصوصًا مع خطر استخدام الأسلحة النووية التي قد تدفع المنطقة إلى نفق مظلم.
وأشار الحفني إلى أن تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران سيكون له آثار سلبية على الأمن الإقليمي والدولي، محذرًا من اتساع نطاق النزاع في حال استمرار التصعيد. وأكد على ضرورة تدخل الولايات المتحدة والدول الكبرى لوقف هذه الحرب ومنع مشاركتها فيها، مشددًا على أن كل فعل له رد فعل قد يؤدي إلى دخول دول أخرى في النزاع.
وشدد السفير على أن الحل الأمثل يكمن في العودة إلى الحوار والمفاوضات السلمية، مطالبًا جميع الأطراف، خاصة إسرائيل وإيران والدول الكبرى، بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لتسوية الخلافات بطريقة دبلوماسية، تضمن تهدئة الأوضاع وتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة يصعب احتواؤها.
