عاجل

بين الصواريخ والساكسفون .. "الزفاف البناني" يعزف على وتر الحرب

الزفاف اللبناني
الزفاف اللبناني

في لحظة يصعب تصنيفها بين الرعب والدهشة، تحوّل الزفاف في سماء لبنان، المزدحمة بوابل من الصواريخ الإيرانية، إلى مسرح مفتوح على احتمالات لا نهائية، لكن ما حدث لم يكن في الحسبان: موسيقى، عرس، وغناء مرتجل وسط هدير السماء.

حين تعزف الصواريخ لحن الزفاف

في مساء لا يُنسى، وبينما كانت صواريخ "الوعد الصادق" تعبر الأجواء اللبنانية باتجاه إسرائيل، كان عرس لبناني قائمًا في إحدى القرى الجنوبية، العروس تتهيأ لدخول القاعة، الموسيقى ترتفع، والفرح على الوجوه، ثم دوّت السماء.

لكن بدلاً من الهلع، قرر أحد الفنانين الحاضرين – مطرب شعبي – أن يحوّل الرعب إلى إيقاع، صرخ بصوته المرتجل:
"ما بعد حيفا.. ما بعد ما بعد حيفا.. اضرب والريح تصيح!"
لتتحول لحظة مرور الصواريخ إلى أغنية هجومية، تغازل الجنون، وتغازل الواقع بطرافة مرة.

الساكسفون يعزف للسماء

وفي مطعم لبناني آخر، غير بعيد عن موقع الزفاف ، كان عازف ساكسفون يؤدّي مقطوعة موسيقية بهدوء شبه فلسفي، فوقه تمر الصواريخ، وحوله يتبادل الناس النظرات، لا أحد يهرب، لا أحد يصرخ.
العازف لم يتوقف، لم يرفع رأسه، لم يغيّر نغمته.
وكأن الموسيقى صارت لغة الصمود، وكأن أنغامه تقول للصواريخ: "مرّي.. لن أغيّر الإيقاع من أجلك."

المقطع المصوّر لتلك اللحظة، الذي انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل، أثار موجة واسعة من التفاعل، بين ساخر ومندهش، وبين من رأى فيه تجسيدًا حقيقيًا لـ"الروح اللبنانية التي لا تنكسر مهما دكّت السماء".

الضحك في وجه القصف

علق أحد المستخدمين عبر منصة "إكس" قائلًا: "نحن شعب إذا مرّت الحرب من فوقنا، نعزف لها السلام الموسيقي."
كلمات تعبّر عن المزيج الغريب بين الاعتياد على الخطر، والقدرة على تحويل الرعب إلى لحظة سردية فريدة.

فما بين المزاح والمقاومة، وبين السخرية والدموع، برزت هذه المشاهد كدليل حيّ على ثقافة شعب تربّى على الأزمات، ولم يعد ينتظر لحظة سلام حتى يحتفل، بل يحتفل رغم كل شيء.

لكن الأكيد أن لبنان، مرة أخرى، أثبت أنه بلد لا يُقرأ بسهولة، وأن شعبه يعيش الحياة كأنها أغنية مرتجلة.. حتى في حضرة الصواريخ.

تم نسخ الرابط