“ألغام في بحر الذكريات”… قصائد مجهولة تكشف الوجه الخفي لأحمد خالد توفيق

في خطوة مفاجئة تسعد محبي أدب أحمد خالد توفيق، أعلنت دار الكرمة عن إصدار جديد يحمل عنوان “ألغام في بحر الذكريات”، ويضم 46 قصيدة كتبها الكاتب الراحل في شبابه.
الإصدار المرتقب يكشف جانب أدبي غير معروف للكاتب الذي رحل عن عالمنا عام 2018، ويصدر تزامنا مع افتتاح معرض الإسكندرية للكتاب في 5 يوليو 2025.
موهبة شعرية مبكرة أحمد خالد توفيق كما لم نعرفه
الكتاب الجديد لا يحمل قصة رعب، ولا مغامرة في الغابات الأفريقية أو بعد زمني غريب، بل يكشف عن روح شاعر شاب، كان يسكن الكاتب المعروف برواياته وسلاسله الشهيرة. “ألغام في بحر الذكريات” يضم قصائد كتبها توفيق بين سن 14 و30 عامًا، أي قبل أن يبدأ في كتابة سلسلة “ما وراء الطبيعة” عام 1993، والتي شكّلت بدايته الحقيقية في عالم النشر.
بحسب دار الكرمة، فإن هذه القصائد تعكس تطورًا أدبيًا ونفسيًا لافتًا، كما أنها تُظهر مراحل التحوّل من مراهقٍ يحاول تفريغ مشاعره في كلمات، إلى شاب ناضج يكتب الشعر بحسّ فلسفي ووجداني.
قصائد من دفتر الذكريات… بين الحنين والتمرد
يبدو العنوان “ألغام في بحر الذكريات” دقيقًا جدًا، إذ تكشف القصائد عن مزيج من العاطفة، التمرد، التساؤل، والحنين. القصائد ليست مجرد محاولات أولى، بل نصوص تحمل في طياتها عمقًا حقيقيًا، وتعبيرًا صادقًا عن هواجس داخلية، وقلق وجودي لازم الكاتب طيلة حياته.
ويُذكر أن أحمد خالد توفيق تحدث مرة واحدة فقط عن تجربته الشعرية، وذلك في مقاله الشهير “استقالة شاعر”، حيث عبّر عن شعوره بالعجز عن مواصلة كتابة الشعر، واختياره للسرد كوسيلة للتعبير. ومع ذلك، تُظهر القصائد المنشورة في هذا الكتاب أن الشعر لم يكن مجرد تجربة عابرة، بل جزء حقيقي من تكوينه الإبداعي.
دعم الأسرة وموافقة النشر وثيقة شخصية بين الكاتب وجمهوره
أتى الاتفاق على نشر هذا الكتاب بالتعاون الكامل مع أسرة الكاتب الراحل، التي رأت أن الوقت قد حان لكشف هذا الجانب الإنساني والخاص من حياة توفيق، وإتاحته أمام جمهوره الذي ما زال وفيًا له حتى بعد سنوات من رحيله.
القصائد لم تخضع لتعديلات أدبية كبيرة، بل جاءت كما كتبها توفيق في دفاتره القديمة، حفاظًا على صدق التجربة وبساطتها، مما يمنح الكتاب طابعًا وثائقيًا وشخصيًا في آنٍ واحد.
بين “ما وراء الطبيعة” و”يوتوبيا” بعد آخر للمؤلف المفضل لجيل كامل
رحل أحمد خالد توفيق في عام 2018 عن عمر ناهز 55 عامًا، وترك خلفه إرثًا أدبيًا كبيرًا في الرواية والمقال والترجمة. اشتهر بسلسلته الأبرز “ما وراء الطبيعة”، التي تحوّلت لاحقًا إلى أول إنتاج عربي أصلي من نتفليكس. كما صدرت له أعمال روائية مهمة مثل “يوتوبيا” و”مثل إيكاروس” و”السنجة”.
واليوم، يضيف “ألغام في بحر الذكريات” فصلًا جديدًا وغير متوقّع إلى مسيرته، ويتيح لجمهوره الفرصة لاكتشاف صوتٍ داخلي حميمي لم يُنشر من قبل.
ويشكل إصدار “ألغام في بحر الذكريات” لحظة أدبية نادرة، تضع القارئ أمام أحمد خالد توفيق الشاعر، لا الكاتب فقط. وبين سطور هذه القصائد، نجد إنسانًا شفافًا، متأملاً، وحالمًا… تمامًا كما أحبّه قراؤه دومًا