عاجل

"زواج الأطفال بين العرف الفاسد ورأي الشرع” ندوة علمية بأوقاف الفيوم

جانب من الندوة
جانب من الندوة

عقدت مديرية أوقاف الفيوم ندوة علمية كبرى بمسجد الهواري بترسا، التابع لإدارة سنورس ثان، بعنوان: "زواج الأطفال .. بين العرف الفاسد ورأي الشرع”، جاء ذلك بحضور الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية، والشيخ طه علي، مسئول المساجد بالمديرية، والشيخ أحمد سيد عبدالله، مدير الإدارة، وذلك وسط حضور مكثف وإشادة من الحاضرين .

وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف العلمي والدعوي، وضمن جهودها لتحقيق مقاصد الشريعة وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد، وتنفيذاً لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف . 

ندوة علمية بأوقاف الفيوم 

وخلال اللقاء، أكد العلماء أن الشرع الحنيف قائم على مراعاة مصالح البلاد والعباد، فحيث تكون المصلحة المعتبرة فثمة شرع الله، وإذا كان العرف ضابطًا معتبرًا لدى الفقهاء فإن العرف لا يقصد به العرف الخاص لكل قبيلة أو قرية أو نجع أو تجمع على حدة، إنما هو العرف العام الذي تعارف عليه القوم وإن لم يسنوه قانونًا، موضحين أن زواج القاصرات من القضايا الحياتية التي لم يرد في بيان تحديد سن الزواج فيها نص قاطع ، لا من صريح القرآن ولا من صحيح السنة ، فصار فيها متسع للاجتهاد والرأي الآخر وفق ما تقتضيه المصلحة، وإذا كان الفقهاء قد تحدثوا عن الباءة وهي القدرة على الوفاء بحق الزواج فإن الأمر بلا شك لا يمكن أن يحصر أو يقصر في القدرة والطاقة الجنسية، إنما هو القدرة العامة على قيادة سفينة الحياة الزوجية بما تقتضيه وتتطلبه من تبعات اقتصادية ومسئوليات اجتماعية.

وفي الختام، أوضح العلماء أن الزواج مسئولية كبيرة ، وميثاق غليظ ، شرعه الإسلام ليسكن كل من الزوجين إلى بعضهما البعض في مودة ورحمة ، حيث يقول الحق سبحانه : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” ، فلابد من التأكد من أن كلا من الرجل والمرأة في سن قادر على تحمل أعباء وتبعات هذه العلاقة الزوجية سواء في مسئولية كل منهما تجاه الآخر أم في تحملهما معا واجبهما تجاه ما قد يرزقان به من الولد، والذي لا شك فيه أن زواج القاصرات ظلم لهن،وذلك لما قد ينتج عن هذا الزواج من أبناء، وظلم للمجتمع بما يترتب على هذا الزواج من آثار وتبعات اجتماعية، فضلا عما يترتب على زواجهن من آثار نفسية وربما صحية و غالبا حرمانها .

تم نسخ الرابط