فنانة كورية تحوّل صور إنستجرام إلى لوحات تباع بآلاف الدولارات

موكا لي، فنانة شابة من كوريا ، تستخدم إنستجرام لاختيار وجوه لوحاتها، وتحول صور الغرباء إلى أعمال فنية مذهلة تُعرض في أهم معارض العالم.
تحول عفوي من إنستغرام إلى لوحات فنية
في عالم تسوده الشاشات والإعجابات الرقمية، وجدت فنانة كورية تدعي موكا لي مصدر إلهامها الحقيقي في صور الغرباء على إنستغرام. بدلاً من التمرير العشوائي، تقضي موكا ساعات طويلة في البحث عن وجوه تعبر عن مشاعر حقيقية، ثم تراسل أصحاب الصور لتشتري  استخدامها وتحولها إلى لوحات فنية تباع بآلاف الدولارات.

من الهاتف إلى معارض الفن العالمية
بدأت موكا، البالغة من العمر 28 عاماً، تجربتها الفنية من غرفة صغيرة في كوريا الجنوبية، لكنها سرعان ما وصلت إلى العالمية. أحدث أعمالها "Surface Tension 07" تُعرض حالياً في معرض Art Basel 2025 في سويسرا، وهي لوحة لفتاة تبتسم بعفوية بينما تغطي غرتها جزءاً من عينيها.

ويقول جيسون هام، مدير معرضها في سيول، إن الطريقة التي تتبعها موكا ترمز لتغير طبيعة التفاعل الإنساني. "في السابق، كانت اللوحات تُرسم وجهاً لوجه. اليوم، يكفي أن ترسل رسالة عبر تطبيق لتبدأ عملية إبداع كاملة"، يوضح هام.

أسلوب فني فريد مستوحى من الشرق والغرب

رغم استخدام موكا للألوان الزيتية الغربية، إلا أن طريقتها في التلوين تحمل روحاً آسيوية واضحة. تستوحي تقنياتها من الرسم المائي، حيث تضع طبقات رقيقة من الطلاء بتقنية دقيقة تمنح اللوحة عمقاً بصرياً فريداً. يعلق هام: "ألوانها شفافة ومتلألئة، ومن النادر أن تجد هذه التقنية في لوحات زيتية".

الشهرة تأتي من إنستجرام.. والمزادات

 أيضاً نجحت لوحات موكا في جذب أنظار جامعي الأعمال الفنية، حيث بيعت لوحتها "I’m Not Like Me" في مزاد بهونج كونج بأكثر من 200 ألف دولار، وهو رقم قياسي لفنان في العشرينات من عمره في كوريا الجنوبية. كما اختيرت ضمن قائمة Artsy Vanguard 2025 التي تضم أبرز عشرة فنانين معاصرين واعدين.

ورغم الشهرة، تؤكد موكا أنها لا تزال تقضي معظم وقتها في مرسمها الصغير، تنظر إلى هاتفها، وتنتظر أن يصادفها وجه جديد يصلح لأن يتحول إلى فن خالد.

الفن الرقمي وجهٌ جديد للرسم الكلاسيكي
ما يميز تجربة ال فنانة موكا لي هو هذا التداخل الذكي بين الحياة الرقمية والفن الكلاسيكي، فهي تستخدم أدوات حديثة للعثور على موضوعاتها، لكنها تعتمد أسلوباً تقليدياً في الرسم يجعل أعمالها محط أنظار النقاد وجامعي الفن على حد سواء.

من خلال إنستجرام، تصنع ال فنانة موكا لي فناً يحكي عن الجمال والهوية والانطباعات الأولى. وفي زمن السرعة والمحتوى العابر، تقدم لوحاتها لحظة تأمل ثابتة… ربما تذكير بأن الإنسان لا يزال جوهر الصورة، مهما كانت خلفيتها رقمية.