حشرة تهدد إسطنبول: 7002 حالة لدغة قراد منذ بداية العام

حذرت السلطات الصحية في ولاية إسطنبول التركية من تزايد خطر القراد، الحشرة التي تُعرف بلدغتها الخطيرة والمحتملة لنقل أمراض مميتة. وكشفت إحصاءات رسمية حديثة عن تسجيل 7002 حالة لدغة قراد منذ مطلع العام 2025 حتى منتصف يونيو، ما يمثل ارتفاعاً مقلقاً دفع بالجهات الرسمية إلى إصدار تحذيرات عاجلة للسكان والزوار.
88% من الحالات رُصدت خلال الربيع: نشاط موسمي يُنذر بالخطر
تشير بيانات مديرية الصحة في إسطنبول إلى أن 88% من الحالات (6165 حالة) سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، وهي فترة تعرف بارتفاع نشاط الحشرات بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في فصل الربيع وبداية الصيف. ويعد هذا التصاعد في عدد اللدغات الأكبر من نوعه مقارنة بالسنوات السابقة، ما دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهب الوقائي
ما مدى خطورة لدغة القراد؟
أوضح الدكتور عبد الله أمره جونر، مدير صحة إسطنبول، أن معظم لدغات القراد لا تؤدي إلى أمراض خطيرة، إلا أن بعض الأنواع قد تنقل حمى القرم–الكونغو النزفية، وهو مرض فيروسي قاتل ينتقل عبر الدم. وبينما طمأن جونر المواطنين بعدم تسجيل إصابات محلية بهذه الحمى في إسطنبول حتى الآن، إلا أن الزيادة الحادة في اللدغات تبقى مصدر قلق للصحة العامة.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
وفقاً للسلطات الصحية، فإن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بلدغات القراد، وهم:
• العاملون في الزراعة وتربية المواشي
• سكان المناطق الريفية والقرى المحيطة بإسطنبول
• مرتادو الغابات والمتنزهات
• عشاق التخييم والأنشطة الخارجية
وتوصي الجهات الرسمية هذه الفئات باتباع تدابير وقائية صارمة، لتقليل فرص التعرض للدغة.
إرشادات وقائية ضرورية لتفادي الإصابة
أصدرت مديرية الصحة في إسطنبول مجموعة إرشادات توعوية تشمل:
• ارتداء ملابس طويلة وفاتحة اللون لتسهيل رصد القراد
• إدخال أطراف البنطال داخل الجوارب
• إجراء فحص كامل للجسم بعد العودة من الطبيعة، خصوصاً في المناطق المخفية مثل الإبط وخلف الركبتين
• عدم استخدام طرق تقليدية لإزالة القراد (مثل الكحول أو الحرق)
• التوجه إلى أقرب مركز صحي فوراً في حال اكتشاف لدغة
• مراقبة الأعراض لمدة أسبوعين، مثل الحمى أو آلام العضلات
توصيات إضافية لحماية المنازل
نبهت السلطات أيضاً إلى أهمية:
• ارتداء القفازات عند التعامل مع الحيوانات الأليفة
• فحص الحيوانات المنزلية بانتظام
• استخدام مبيدات آمنة في الحدائق والمناطق المفتوحة
• تجنّب مناطق تواجد المواشي البرية
دعوة إلى حملات توعية وتضامن مجتمعي
أكدت الجهات الصحية أن مواجهة هذا التهديد تتطلب تعاوناً مجتمعياً واسعاً، من خلال نشر الوعي حول مخاطر القراد، الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها، والمشاركة في حملات التثقيف الصحي، خصوصاً في المدارس والمخيمات الصيفية والحدائق العامة.
الوقاية أولى من العلاج
بينما لا يزال الوضع تحت السيطرة، فإن العدد الكبير لحالات لدغ القراد في إسطنبول لعام 2025 يسلّط الضوء على ضرورة رفع مستوى الوعي والالتزام بالإجراءات الوقائية. فمع قدوم أشهر الصيف، يجب أن تكون السلامة الصحية أولوية جماعية لحماية السكان من مخاطر قد تكون مخفية… بحجم حشرة