عاجل

سائح يتسبب في كسر كرسي فان جوخ عن طريق الخطأ..حادثة تثير الجدل

حادثة كرسي فان جوخ
حادثة كرسي فان جوخ

في واقعة أثارت الكثير من الجدل والقلق بين محبي الفن، تسبب سائح في كسر نسخة نادرة من كرسي فان جوخ عن طريق الخطأ، أثناء زيارته لمتحف “فان جوخ سبيس” في مدينة أرل جنوب فرنسا. الحادثة، التي وقعت في بداية هذا الأسبوع، أعادت إلى الواجهة أسئلة مهمة حول حماية الأعمال الفنية المعروضة، خاصة تلك التي تحمل رمزية تاريخية كبيرة.

ما هو كرسي فان جوخ؟

الكرسي المعني هو نسخة طبق الأصل من الكرسي الشهير الذي ظهر في لوحة “كرسي فان جوخ” (Vincent’s Chair) عام 1888، والتي تُعد من أشهر لوحات الرسام الهولندي، حيث تُجسد الوحدة والهدوء في مرسمه بمدينة أرل. تم إنتاج هذه النسخة خصيصًا لعرض تفاعلي في المتحف، يتيح للزوار رؤية الغرفة التي عاش وعمل فيها فان جوخ كما تخيلها النقاد الفنيون والمؤرخون.

تفاصيل الحادثة 

وفقًا لإدارة المتحف، فإن السائح الذي لم يتم الكشف عن هويته كان يلتقط صورة داخل الغرفة عندما تراجع للخلف دون أن ينتبه إلى الكرسي وراءه، ليقع فوقه ويتسبب في كسره. ولحسن الحظ، لم يُصب أحد بأذى، لكن الكرسي تحطم جزئيًا وتطلب نقله إلى الترميم الفوري.

رغم أن النسخة المعروضة ليست الأصلية، إلا أن لها قيمة رمزية وفنية كبيرة، كونها جزءًا من تجربة غامرة تهدف إلى نقل الزائرين إلى عالم فان جوخ الداخلي. وأكد المتحف أن الترميم جارٍ وأن الكرسي سيعود إلى العرض قريبًا.

ردود فعل متباينة من الجمهور والخبراء

أثارت الحادثة ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن تعاطفهم مع السائح، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث يمكن أن تحدث لأي شخص. بينما انتقد آخرون إدارة المتحف لعدم اتخاذها تدابير كافية لحماية القطع المعروضة، خاصة في المساحات التفاعلية.

وقالت الخبيرة في ترميم التحف، ماري كلير دوران، في تصريح لوسائل الإعلام الفرنسية:
“عند عرض نسخ تحاكي الواقع، يجب أن تكون هناك مسافة آمنة واضحة بين القطع والزوار. الحادثة توضح الحاجة الماسة لمراجعة بروتوكولات السلامة.”

السياحة والفن هل يمكن الجمع بين التجربة والوقاية؟

في السنوات الأخيرة، أصبح التفاعل الحسي والواقعي مع الأعمال الفنية جزءًا أساسيًا من التجربة السياحية، إلا أن هذا التوجه يتطلب توازناً دقيقاً بين الإتاحة والحماية. تقول إدارة المتحف إنها تعمل حاليًا على تحديث إجراءات السلامة في المساحات المفتوحة للجمهور، مع الحفاظ على الطابع التفاعلي الذي يميز المتحف.

تذكير بأهمية حماية الإرث الثقافي

بينما يبدو أن الحادثة كانت عرضية وبلا نية مسبقة، فإنها تذكّرنا بأهمية توخي الحذر في التعامل مع الفضاءات الفنية، حتى في حالة عرض نسخ غير أصلية. فالفن، حتى حين يُعاد تصنيعه، يظل إرثًا يجب احترامه وحمايته.

ويبقى كرسي فان جوخ، بكل رمزيته، شاهدًا على هشاشة الأشياء الجميلة — وضرورة ألا نُدير لها ظهرنا، حرفيًا ومجازيًا

تم نسخ الرابط