كيف تتعافى أوماها بعد أكبر غارة على مواقع العمل في نبراسكا؟

تعيش مدينة أوماها في حالة من الصدمة والترقب بعد تنفيذ أكبر غارة اتحادية على الهجرة في أماكن العمل بتاريخ ولاية نبراسكا، والتي استهدفت مصنع لتعبئة اللحوم، وأسفرت عن اعتقال 76 شخصًا يشتبه في عملهم دون تصاريح قانونية.
مشهد جديد داخل المصنع بعد المداهمة
بعد أيام قليلة من الغارة، كان المصنع يعج بطالبي العمل الجدد، معظمهم من المتحدثين بالإسبانية، يأملون في نيل فرصة تعويضية في موقع شهد تفريغًا شبه كامل للعمالة.
رئيس الشركة، تشاد هارتمان، عبّر عن ألمه لخسارة نصف طاقم المصنع قائلاً:
“لا يمكنك فقط استبدال أفراد العائلة. ما حدث كان فقدانًا لأرواح شاركتنا الحياة اليومية لأكثر من 15 عامًا.”
ورغم الحزن، بدأ المصنع إجراءات إعادة التشغيل، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من الإنتاج والسمعة، وسط مجتمع لا يزال في حالة حداد على الغائبين.
الغارة بين القانون وتفكيك المجتمعات
وفقًا لوزارة الأمن الداخلي، جاءت الاعتقالات كجزء من تحقيق في “التوظيف غير القانوني واسع النطاق لأجانب دون أوراق ثبوتية”. وبينما لم تُوجه أي تهم جنائية حتى الجمعة، تم ترحيل بعض المعتقلين أو نقلهم خارج الولاية، فيما بقي العشرات قيد الاحتجاز في مقاطعة لينكولن.
وقال جيروم كرامر، قائد شرطة المقاطعة:
“لا يوجد من بينهم مجرمون خطرون. نتمنى أن تتيح لهم الإجراءات القانونية فرصة تصحيح أوضاعهم ولم شملهم مع عائلاتهم.”
صدمة المجتمع اللاتيني في جنوب أوماها
داخل منطقة الأعمال ذات الأغلبية اللاتينية، ألغت العديد من العائلات احتفالات مثل حفلات الكوينسينيرا والمعموديات، بعدما طال الاعتقال أقرباء وأصدقاء وزبائن محليين.
تقول سامانثا سانتياغو، صاحبة محل إكسسوارات:
“الحزن عميق جدًا. لم يكن هؤلاء مجرد عمال، بل أفراد من المجتمع.”
غضب شعبي وتباين سياسي
جاءت الغارة في وقت سياسي حساس، إذ تولى جون إيوينغ، أول عمدة أسود لأوماها، منصبه رسميًا قبل أيام فقط، ليجد نفسه في قلب أزمة إنسانية وسياسية معقدة.
وقد صرّح في مؤتمر صحفي بأن “شرطة أوماها لن تستجوب أحدًا بناء على وضعه القانوني”، مؤكدًا على نهج يحمي تماسك المجتمع.
أما على مستوى الولاية، فقد أيّد حاكم نبراسكا الجمهوري جيم بيلين المداهمات، وأصدر أمرًا بتفعيل الحرس الوطني تحسبًا للاحتجاجات المناهضة للهجرة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في هذا السياق، خرج أكثر من 500 متظاهر في مسيرة سلمية نحو ملعب تشارلز شواب، حيث تُقام سلسلة الكليات العالمية، احتجاجًا على سياسات الترحيل القسري.
مدينة ممزقة بين القانون والرحمة
قال روجر غارسيا، مفوض مقاطعة دوجلاس وأول لاتيني يتقلد هذا المنصب:
“علينا أن نحزن معًا، ونعمل معًا، ونبحث عن حلول تعالج أبعاد الأزمة الإنسانية والقانونية.”
بينما تتعافى أوماها من وقع الغارة، يُطرح سؤال عميق: كيف توازن مدينة مثل أوماها، ذات تاريخ غني بالمهاجرين، بين تطبيق القوانين الفيدرالية والحفاظ على نسيجها الاجتماعي؟