عاجل

قناع ذهبي ينافس قناع توت عنخ آمون في متحف التحرير... أين هو؟

قناع الملك بسوسنس
قناع الملك بسوسنس

رصدت عدسة نيوز رووم قناع الملك بسوسنس الأول، والذي يتربع في أحد أهم قاعات المتحف المصري في التحرير، وهي تلك القاعة المجاورة لقاعة القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، بالدور الثاني في المتحف، حيث يمثل قناع بسوسنس ومقتنياته قيمة أثرية كبرى لا تقل عن قيمة مقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتي سيتم نقلها إلى المتحف المصر الكبير قبيل افتتاحه. 

وكنوز الملك بسوسنس لا تقتصر على القناع الذهبي له وفقط، بل أيضًا يوجد عدد من المقتنيات الفضية الرائعة ضمنها تابوت كامل، وصندل ذهبي، وأسلحة وقلادات وغيرها، مما يجعل مجموعة الملك بسوسنس بديلًا لمجموعة الملك توت عنخ آمون وقناعه الذهبي بعد اكتمال نقله إلى المتحف المصري الكبير. 

بسوسنس الأول: الملك الفضي المجهول

بسوسنس الأول، المعروف أيضًا باسم باسبا خع ننو، هو ثالث ملوك الأسرة الحادية والعشرين في مصر القديمة، وقد حكم من عام 1039 قبل الميلاد إلى 990 قبل الميلاد، اتخذ من تانيس، الواقعة في شرق الدلتا، عاصمة لحكمه، حيث قام بتحصين الحدود المصرية ضد أي غزو أجنبي. يُعرف بسوسنس الأول ببنائه لمعبد مخصص لثالوث طيبة (آمون، زوجته موط، وابنهما خونسو) في تانيس، بالإضافة إلى تشييده للقصور الملكية ومقبرته الملكية الغنية.

اكتشاف مقبرة الملك الفضي

حظي بسوسنس الأول باهتمام عالمي بعد اكتشاف مقبرته من قِبل البروفيسور الفرنسي بيير مونتيه في عام 1940م، لدهشة الجميع، وُجدت المقبرة بجميع كنوزها سليمة ولم تتعرض للنهب، وهو أمر نادر الحدوث في الاكتشافات الأثرية. نظرًا للكم الهائل من الفضة التي عُثر عليها داخل المقبرة، لُقّب بسوسنس الأول بـ "الملك الفضي".

كان من الممكن أن يُشكل هذا الاكتشاف حدثًا تاريخيًا بحجم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، إلا أن توقيته على أعتاب الحرب العالمية الثانية حال دون حصوله على التغطية والاهتمام الإعلامي الذي يستحقه.

الصفات الجسدية

كشفت دراسة الهيكل العظمي لبسوسنس الأول عن معلومات مثيرة للاهتمام حول صفاته الجسدية. بلغ طوله 166 سم، وكان قوي البنية، مع رأس ضخم مقارنة بجسده القصير.

كما لوحظ أن عينه اليمنى كانت أعلى من عينه اليسرى، وتوفي بسوسنس الأول عن عمر يناهز 80 عامًا، وهو عمر استثنائي في فترة كان متوسط العمر المتوقع فيها حوالي 35 عامًا. أظهر الفحص وجود كسر سابق في الفقرة السابعة العليا من عموده الفقري، وقد شُفي منه خلال حياته. عند وفاته، كان يعاني من مرض الروماتيزم في الأنسجة الرابطة للعمود الفقري، وكان فمه محدبًا نتيجة فقده لأسنان كثيرة.

قلادة الجعران المجنح

إحدى أبرز القطع الأثرية التي عُثر عليها مع مومياء بسوسنس الأول هي قلادة على شكل الجعران المجنح. نُقشت على هذه القلادة التعويذة رقم ثلاثين من كتاب الموتى، التي تدعو إلى عدم أخذ قلب المتوفى من صاحبه أو معارضته أثناء المحاكمة في الحياة الأخرى. عُثر على أربع دلايات مماثلة على مومياء بسوسنس الأول.

تتكون القلادة بشكل أساسي من جعران كبير مصنوع من حجر داكن، ومثبت في إطار ذهبي. يمتلك الجعران جناحين طويلين وضيقين مزينين بالزجاج متعدد الألوان. يستقر الجعران على علامة "شن"، وهي رمز للقوة الكونية، ومطعمة بحجر اليشب البني. نقش اسم بسوسنس، وهو "باسباخع إن نيوت مري آمون" (بمعنى: النجم المتلألئ في المدينة، حبيب آمون)، داخل خرطوش. أما سلسلة القلادة وثقالتها، فتتكون من خرزات مصنوعة من الذهب، واليشب الأخضر والبني، والفلسبار السماوي.

تم نسخ الرابط