الملك بلا منازع.. محمد الشناوي ينفرد برقم تاريخي في كأس العالم للأندية

في ليلة كروية مشحونة بالترقب والتحدي، وعلى أرضية ملعب "هارد روك" بولاية فلوريدا الأمريكية، لم تكن مباراة الأهلي المصري ضد إنتر ميامي الأمريكي مجرد لقاء افتتاحي في كأس العالم للأندية 2025، بل لحظة فارقة في مسيرة أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ البطولة.
محمد الشناوي، قائد الأهلي وحامي عرينه، خطف الأضواء مجددًا، ليس فقط بأدائه الثابت وثقته المعهودة، بل بتحقيقه إنجازًا تاريخيًا انفرد به عالميًا، ليؤكد أنه رقم صعب في سجلات كرة القدم العالمية.
فمع صافرة نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي بين الأهلي وإنتر ميامي، رفع الشناوي رصيده إلى 5 مباريات بشباك نظيفة في كأس العالم للأندية، متفوقًا بذلك على أسماء خالدة في اللعبة مثل الألماني مانويل نوير والبرازيلي ديدا والإماراتي علي خصيف.
ويأتي هذا الرقم ليضع الشناوي في صدارة قائمة أكثر الحراس حفاظًا على نظافة الشباك في تاريخ البطولة، بعد أن شارك في 11 مباراة بقميص الأهلي، متفوقًا على نوير الذي حافظ على شباكه في 4 مباريات فقط من أصل 4، وديدا في 4 مباريات من أصل 6، وكذلك خصيف الذي خرج بشباك نظيفة في 4 مباريات من أصل 6 أيضًا.
مواجهة نارية.. وإنجاز تاريخي
لم تكن المهمة سهلة أمام الشناوي، إذ واجه في هذه المباراة فريقًا هجوميًا شرسًا بقيادة ليونيل ميسي ولويس سواريز، ورغم ذلك، خرج القائد الأحمر بثقة كبيرة وأداء محكم، ليمنح فريقه نقطة ثمينة في بداية مشواره بالبطولة، ويؤكد مجددًا قيمته كواحد من أعمدة الفريق.
الشناوي تصدى ببراعة لعدة محاولات خطيرة خلال اللقاء، ونجح في تنظيم خط الدفاع، وقيادة زملائه بوعي وخبرة في ظل ضغط هجومي متكرر من نجوم ميامي، وخاصة في الشوط الثاني من اللقاء.
رحلة مجد متواصلة
نجح محمد الشناوي في توزيع إنجازاته بالحفاظ على نظافة شباكه عبر ثلاث نسخ مختلفة من كأس العالم للأندية، حيث خرج بشباك نظيفة مرتين في نسخة 2021 بمواجهتي الدحيل القطري وبالميراس البرازيلي ومثلهما في نسخة 2023 بمباراتي أوكلاند سيتي وسياتل قبل أن يضيف خامس كلين شيت له في النسخة الحالية 2025، ليؤكد استمرارية تألقه وثبات مستواه عبر السنوات.
ما بعد المجد.. التحدي مستمر
ورغم هذا الإنجاز الفردي الباهر، يدرك الشناوي أن المشوار لا يزال طويلًا، الأهلي سيواجه بالميراس البرازيلي في الجولة المقبلة من دور المجموعات، في مباراة قد تحدد مصيره في البطولة، ويعوّل جمهور القلعة الحمراء على خبرة قائدهم في الحفاظ على التوازن والاستقرار أمام الضغط المتوقع من بطل أمريكا الجنوبية.
إنجاز الشناوي لا يقتصر على كونه رقمًا قياسيًا، بل يُعد تتويجًا لمسيرة احترافية مثمرة لحارس بدأ من مصر، وها هو يترك بصمته في واحدة من أهم البطولات العالمية، منافسًا أساطير الحراسة على صفحات التاريخ.