عاجل

الصفقة العقارية الضخمة.. لماذا يريد ترامب شراء جزيرة جرينلاند الدنماركية؟

ترامب وجرينلاند
ترامب وجرينلاند

أثار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الجدل مرة أخرى حول رغبة الولايات المتحدة في شراء جزيرة جرينلاند، فلم تكن هذه المرة الأولى التي أعرب فيها عن نيته حول شراء الجزيرة.

 

ووصف ترامب رغبته في شراء جزيرة جرينلاند الدنماركية، خلال فترة ولايته الأولى في 2019، بأنها "صفقة عقارية كبيرة"، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها عن طموحاته في هذا الشأن.

 

وقوبلت هذه الفكرة بالرفض في ذلك الوقت، لكنه عاد لطرحها مجددًا في رسالته بمناسبة عيد الميلاد لعام 2024، قائلاً على منصة "تروث سوشيال": "إن جرينلاند مكان رائع، وإذا أصبح سكانها جزءا من أمتنا، فإنهم سيحققون استفادة كبيرة.. اجعلوا جرينلاند عظيمة مرة أخرى!"، حسبما ذكرت مجلة "ليز إيكو" الفرنسية.

 

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، ردا على تلك التصريحات، إن"جرينلاند تنتمي إلى سكان جرينلاند".

 

مطامع الولايات المتحدة في جرينلاند 

 

وتعود مطامع الولايات المتحدة في جرينلاند إلى ما قبل فترة حكم ترامب، حيث سبق أن أبدت اهتمامًا بالجزيرة بعد شراء ألاسكا من روسيا في عام 1867. وفي نفس العام، استكشفت واشنطن إمكانية شراء جرينلاند وآيسلندا، وأرسل وزير الخارجية الأمريكي، ويليام سيوارد، لجنة لدراسة إمكانية الصفقة، ورغم ذلك لم يتم تقديم عرض رسمي وتوقف الأمر. 

 

بعد الحرب العالمية الثانية، عاد الاهتمام الأمريكي بالجزيرة بسبب موقعها الإستراتيجي وأهميتها العسكرية. ففي عام 1946، عرض الرئيس هاري ترومان شراء جرينلاند مقابل 100 مليون دولار من الذهب، لكن الدنمارك رفضت العرض متمسكة بسيادتها على الجزيرة.

 

تعد جرينلاند، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 57,000 نسمة على مساحة 2.2 مليون كيلومتر مربع، أكبر جزيرة في العالم بعد أستراليا. ورغم أن الجزيرة تتبع الدنمارك، إلا إن موقعها الجغرافي يجعلها أقرب إلى القارة الأمريكية منها إلى أوروبا، فقد كانت دائمًا نقطة عبور إستراتيجية للطرق الجوية والبحرية عبر    المحيط الأطلنطي.

 

ومع تزايد ظاهرة ذوبان الجليد بسبب الاحتباس الحراري، أصبحت الطرق البحرية في القطب الشمالي أكثر قابلية للملاحة، ما يعزز أهمية جرينلاند كمحور إستراتيجي للملاحة التجارية والعسكرية.

 احتياطات ضخمة من المعادن والطاقة

كما تمتلك الجزيرة احتياطات ضخمة من المعادن والطاقة، بما في ذلك المعادن النادرة واليورانيوم والنحاس والنفط والغاز، وهو ما يثير اهتمام القوى العالمية بسبب قيمتها الاقتصادية والإستراتيجية.

 

من جانبها، أبدت الصين اهتمامًا متزايدا بهذه المنطقة خلال العقود الأخيرة، حيث سعت إلى زيادة نفوذها من خلال الحصول على صفة مراقب في مجلس القطب الشمالي عام 2013، كما أصدرت كتابًا في 2018 حول سياستها في القطب الشمالي، وقدمت مفهوم "طريق الحرير القطبي" الذي يهدف إلى دمج القطب الشمالي في مبادرة "الحزام والطريق"، من خلال تطوير طرق بحرية تربط آسيا بأوروبا عبر القطب الشمالي.

 

ومنذ عام 1941، تواجدت الولايات المتحدة عسكريًا في جرينلاند عبر قاعدة ثول الجوية، إذ وقع البلدان آنذاك اتفاقا سمح للولايات المتحدة بإقامة محطات جوية وقواعد عسكرية على الجزيرة في ظل الاحتلال الألماني للدنمارك.

 

 مع بداية الحرب الباردة، أصبحت أهمية جرينلاند الإستراتيجية أكبر في ظل تهديد الاتحاد السوفييتي. وتم توقيع اتفاق جديد مع الدنمارك، في عام 1951، لتحديث وتوسيع قاعدة ثول الجوية.

 رغبة ترامب في شراء جرينلاند 

وفي عام 2019، عاد ترامب لإحياء فكرة شراء الجزيرة مستندًا إلى اعتبارات الأمن القومي والفرص الاقتصادية، حيث وصفها بأنها "صفقة عقارية ضخمة"، قائلا " إنها إستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة". 

عين ترامب على جرينلاند
عين ترامب على جرينلاند

ولا يزال غير واضح إلى أي مدى سيتابع ترامب رغبته المعلنة في الحصول على جرينلاند بمجرد توليه منصبه. 

 

ليس هذا فحسب، فقد قام دونالد ترامب جونيور بزيارة إلى جرينلاند يوم الثلاثاء الماضي حيث  قال لقناة فوكس نيوز الأمريكية قبل زيارته: "بصفتي شخصا سافر إلى بعض الأماكن الرائعة في جميع أنحاء العالم كرجل يحب الهواء الطلق، فأنا متحمس للتوقف في جرينلاند لقضاء بعض الوقت الممتع هذا الأسبوع".

 

ومع ذلك، فإن حساب ترامب الابن على إنستجرام، الذي يصف نفسه بأنه عاشق للطبيعة، يحتوي على العديد من المنشورات السياسية التي تدعم والده، وقد طغت على العطلة الواضحة مزاعم الرئيس الأمريكي المنتخب بأن جرينلاند يجب أن تصبح جزءا من الولايات المتحدة.

دونالد ترامب الابن يزور جرينلاند
دونالد ترامب الابن يزور جرينلاند
تم نسخ الرابط