الحداد: الحوار هو السبيل الوحيد للم شمل الأمة ووحدة صفها
أكد فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، عضو مجلس حكماء المسلمين وعضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن الحوار هو السبيل الوحيد لوحدة الأمة الإسلامية ولمِّ شملها، مشددًا على أن الإسلام هو دين الحوار والتواصل مع الموافق والمخالف. جاء ذلك خلال الحلقة الثانية من برنامج "أمة واحدة"، حيث أوضح أن الحوار يُعد ركيزة أساسية في الدعوة الإسلامية، كما أشار إلى قول الله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
وأوضح الدكتور أحمد الحداد أن الحوار هو النهج الذي اتبعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مختلف مراحل دعوته، سواء مع قومه أو مع الآخرين من غير المسلمين، مستشهدًا بقول الله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا}، مبينًا أن الحوار البنَّاء هو أساس فهم الآخر وتحقيق التقارب بين أبناء الأمة الإسلامية.
تعزيز الحوار بين طوائف المسلمين
وأشار عضو مجلس حكماء المسلمين إلى أن الحوار بين طوائف المسلمين ضرورة لتعزيز الوحدة الإسلامية، موضحًا أن الله تعالى أمر المؤمنين أن يكونوا أمة واحدة على منهج واحد، كما جاء في قوله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}.
وشدد الدكتور أحمد الحداد على أهمية إزالة الفوارق النفسية بين طوائف المسلمين من خلال الحوار البنَّاء، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين يعمل منذ تأسيسه على تحقيق هذه الغاية. ولفت إلى أن المؤتمر الأخير للمجلس بعنوان "أمة واحدة ومصير مشترك" يؤكد على ضرورة تحويل الحوار إلى واقع ملموس لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.
دور مجلس حكماء المسلمين في دعم الحوار
وأشاد الدكتور الحداد بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز الحوار بين المسلمين وإرساء مبادئ السلام، مؤكدًا أن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق وحدة الصف الإسلامي. وأوضح أن المجلس يسعى إلى تعزيز التقارب بين المسلمين من خلال المبادرات والأنشطة الهادفة إلى تجاوز الخلافات وتعزيز التضامن.
وأكد أن الحوار هو الوسيلة المثلى للتغلب على التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم، لاسيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تتطلب مزيدًا من التعاون والتكاتف. واستشهد بقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}، موضحًا أن الالتزام بالحوار يعزز روح الأخوة الإسلامية.
إشادة بجهود شيخ الأزهر في دعم وحدة الأمة
وفي ختام كلمته، وجه فضيلة الدكتور أحمد الحداد الشكر والتقدير إلى سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على جهوده الدؤوبة في دعم الحوار ووحدة الأمة الإسلامية. كما أثنى على الأمانة العامة للمجلس لدورها في تعزيز التقارب بين المسلمين ونشر ثقافة السلام.
وأعرب عن أمله في أن يواصل المجلس جهوده الرامية إلى جمع شمل الأمة الإسلامية، داعيًا الله تعالى أن يجعل المسلمين على صراط مستقيم وأن يوحد كلمتهم على الحق والهدى.
الحوار ضرورة لتحقيق وحدة الأمة
يبرز حديث فضيلة الدكتور أحمد الحداد أهمية الحوار كوسيلة لتوحيد الصف الإسلامي وتعزيز الأخوة بين المسلمين. ويؤكد أن مجلس حكماء المسلمين يُمثل منصة رائدة لدعم الحوار البنَّاء وتجاوز الخلافات، مما يعزز وحدة الأمة في مواجهة التحديات الراهنة. إن الحوار البنَّاء ليس مجرد وسيلة للتفاهم، بل هو طريق لتحقيق الوحدة الإسلامية وإرساء السلام في العالم.
